يبدو أن الانتصارات التي حققها الجيش النظامي بمدينة القصير ستغير مخططات الحرب السورية، وتفرض على الجهتين المصارعتين في دمشق وضع حسابات جديدة في لعبة القتال التي تخوضانها داخل البلاد منذ أزيد من سنتين، لكنها لن تغير شيئا في الأزمة الإنسانية التي تعصف بالسوريين، فيما يواصل المجتمع المدني مساعيه التفاوضية بشأن القضية بحثا عن حلول سياسية تخدم النزاع السوري الذي تنعكس تداعياته على دول الجوار. قررت موسكو مواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية التي انعكست على دول الجوار بإعلانها تخصيص مبلغ مالي قدره 10 ملايين دولار إضافية للأمم المتحدة لدعم الأردن ولبنان في مساعيهما لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين، خاصة في ظل تواصل الحرب الضارية بين القوات النظامية والجيش الحر، حيث تواصل قوات الرئيس بشار الأسد بعد يومين من سيطرتها على مدينة القصير فرض نفوذها على المحاور المجاورة للمدينة وتحرز تقدما مستمرا في المناطق المحيطة لها، وعمدت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني إلى الحشد في الزبداني وعلى أطراف حمص وحلب، مع استمرار المعارك شمال القصير في مواجهة قوات المعارضة، وأفاد ناشطون أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في ضواحي مدينة القصير، وأن قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني في حمص وحلب تقوم باستعدادات عسكرية ضخمة تمهيداً لمعارك مماثلة لتلك التي شهدتها مدينة القصير، كما أفادت مصادر المعارضة السورية أن القوات النظامية تقوم بقصف القرى الواقعة شمال شرقي القصير، خاصة بلدتي البويضة والضبعة، أين يتحصّن المئات من مقاتلي الجيش الحر إضافة إلى المدنيين والجرحى الذين تجاوز عددهم 1000 جريح حسب ذات المصادر، على صعيد آخر أفادت قناة الإخبارية السورية أمس بوقوع انفجار بسيارة مفخخة في حي الزهرة بمدينة حمص أوقع ضحايا وإصابات عدة، وهو الحي الذي يشهد أعمال عنف وحراك شعبي واسع وتسكنه أكثرية موالية للسلطة السورية. أما بخصوص الطلب الذي تقدمت به روسيا لتعويض القوات النمساوية التي قررت الانسحاب من هضبة الجولان المحتل، تضاربت التصريحات بشأن قبول طلب موسكو، ففي الوقت الذي صرّحت فيه المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن الأممالمتحدة لا تقبل قوات روسية بالجولان، وقالت أن الأممالمتحدة رفضت طلب موسكو إرسال قوات روسية مكان النمساوية التي أعلنت انسحابها من قوات ”الأندوف” العاملة في الجولان السوري المحتل نظرا لما تنص عليه اتفاقية فصل القوات، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت أن المنظمة الدولية تنظر في اقتراح موسكو لنشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان، وأضاف غرانت بأن إدارة شؤون عمليات السلام ستناقش هذا المقترح و غيره من المقترحات، وأشار الى أن تنفيذ مبادرة موسكو غير ممكن مادامت اتفاقية وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل قائمة، وهي اتفاقية لا تسمح بنشر قوات من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فيما رحبت الحكومة السورية بالمبادرة الروسية واعتبرتها خطوة إيجابية، وكشف مصدر بوزارة الخارجية السورية أن حكومة بلاده ترحب بمقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن استعداد بلاده لإرسال قوات روسية لتحل محل القوات النمساوية وأكد المصدر استعداد بلاده للتعاون التام مع هذه القوات.