أفصحت جائزة رئيس الجمهورية ”علي معاشي” للمبدعين الشباب، سهرة أول أمس، عن أسماء المتوجين بها، في حفل نظم على شرفهم بقصر الثقافة مفدي زكريا في العاصمة، تزامنا مع الاحتفال الوطني لعيد للفنان، بحضور فنانين وشخصيات ثقافية.. تتقدمهم وزيرة الثقافة، التي قالت في كلمة افتتاحية إن أبواب هيئتها مفتوحة أمام المبدعين في مختلف أطياف المعرفة، كما أعلنت عن صدور القرار التنفيذي الخاص بالحماية الاجتماعية للفنان، الذي تم مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي. وتوّج الروائي سفيان مخناش من سطيف بالجائزة الأولى في فئة الرواية، عن نصه الروائي ”لا يترك في متناول الأطفال”. في حين كانت الجائزة الثانية من نصيب غربي حكيمة من ولاية الشلف عن روايتها ”صندوق جدي”، وحاز في هذا الصنف الإعلامي والكاتب علاوة حاجي المرتبة الثالثة. كما تم منح الجائزة التشجعية في الرواية لكل من إلهام زعياط وبغدادي نبيلة. أمّا في صنف الشعر فعادت المرتبة الأولى للشاعر نصر الدين حديد عن نصه الشعري ”رجل بربطتي عنق”. وكانت الثانية من نصيب الشاعر الأمجد عبد الله مكاوي عن قصيدته ”يكفي قليل من الصمت”، وحلّ ثالثا محمد العربي بوزيان. فيما منحت جائزة الشعر التشجيعية للشاعرتين فطيمة بن فلوري وكنزة مباركي عن قصديتها ”هوس بلون وجهي”. وفي فئة أبي الفنون فابتسمت جائزة أحسن عرض مسرحي لقسيم نبيلة من تيزي وزو عن مسرحيتها ”حكواتي الأخير”. وجاءت في المرتبة الثانية آيت وعلي آسيا عن نصها المسرحي ”بارود حاج أحمد باي”، بينما حاز على الجائزة الثالثة ربيع نبيل عن عمله ”موعد مع الحب”. وفي السياق فاز بجائزة أحسن إخراج التي حجبت جائزتها الثالثة، ل عبد الرحمان تكيرات من مستغانم عن مسرحية ”132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي. فيما حلّ بعده مداح أحمد عن مسرحيته ”نساء بلا ملامح”. أمّا في الجانب الموسيقي فتوج ابن مينة تيزي وز ولد عمر حكيم بالمرتبة الأولى، في حين تحصلت بن حوة خيرة من وهران على الجائزة الثالثة عن عملها ”فسيفساء بلادي”، وجاء ثالثا لعزل يوسف الذي شارك بعمل ”أيول يتحبنن ثامورث”، أي ”القلب الذي يحب بلده”. أما الجائزة التشجيعية فعادت للثنائي مصطفى بلخير من تيارت عن عمله ”نوصيكم يا ولادي” وبلودي فريد من الجزائر عن عمله ”السلام”. وفي مجال الغناء عادت الجائزة الأولى لأسد الدين مقراني من الجزائر، بينما حجبت الثانية ونال المرتبة الثالثة لحنني عيسى من العاصمة عن ”رقصة المستقبل”. كما عرف مجال السمعي البصري تتويج ابن عاصمة البيبان، فريد بوهي، بالجائزة الأولى، وجاء بعده وتبعه في الثانية أمير بن محمد من ولاية سطيف، فيما عادت الجائزة الثالثة لأومحمد محمد في عمله ”أنا موجود بتندوف”. وعادت الجوائز التشجيعية للثنائي خلفات محمد صادق الأمين من ولاية الجزائر ولعربي محمد. أمّا جائزة علي معاشي الأولى في الفن التشكيلي، فكانت من حظ زنير جمال الدين من البليدة، وعادت الجائزة الثانية للفائز بلكحل عادل من سطيف، في حين نال الفنان التشكيلي عامر ياسر من مستغانم الجائزة الثالثة عن عمله ”دون عنوان”. ونوهت لجنة تحكيم الجائزة أنه ترشح لنيلها في مختلف الأصناف 262 مترشح، منهم 117 في الشعر، 44 مترشحا في الرواية، 31 متنافسا في الفن الرابع، 13 متنافس في ميدان السمعي البصري و35 مترشحا في فئة الفن التشكيلي، إلى جانب 19 شخصا تسابقوا على جائزة أحسن عمل غنائي وراقص. كما كرم على هامش المناسبة ثلة من وجوه الفن في الجزائر، على غرار من رحلوا عنّا مؤخرا، الممثلة سليمة لعبيدي، الشاعر الراحل مصطفى تومي، الموسيقار الراحل محمد بوليفة، المسرحي لحبيب رضا، الفنانة التشكيلية لويزة باشا. ومسّ التكريم كل من الفنان عزوز عبد الرحمان، عبد الوهاب المقراني، فتيحة سكار، وغيرهم، إلى جانب تكريم أعضاء من الأركسترا السيمفونية الوطنية التي قدمت وصلات موسيقية وطربية منوعة بين الأناشيد الوطنية وأغاني التراث، خلال الحفل الذي أبدع فيه الجوق السيمفوني الوطني التابع للأوركسترا الوطنية التي طالما قدمت التراث الموسيقي الجزائري والعالمي في أحسن حلّة. وقد أكد عدد من المبدعين الشباب ممن سبق لهم أن حازوا هذه الجائزة في حديث لهم مع ”الفجر”، أنّ الجائزة أصبحت تفقد بريقها سنة بعد أخرى لكونها لم تقدر على تقديم مسار أدبي مستمر لهؤلاء المبدعين الشباب، حيث لم تسعى وزارة الثقافة إلى احتواء إبداعات الشباب وترفض أن تقدم لهم الدعم المعنوي والمادي ليواصلوا تألقهم، سواء داخل التراب الوطني أو خارجه، رغم كثرة المهرجانات والتظاهرات التي تعنى بالثقافة سواء في الجزائر أو خارجها، حيث تبقى المشاركات مرهونة بأسماء معينة لم تتغير منذ سنوات. ومن هذا المنطلق أصبح هناك رفض من قبل فئة كبيرة من المبدعين الجزائريين للمشاركة في هذه المسابقة، وفي المقابل يتهافتون على المشاركة في مسابقات أدبية عربية أخرى وأجنبية تضمن لهم التألق الذي يسعون لاكتسابه مع مرور الوقت وتطور التجربة الأدبية عندهم.