تسعى موسكو لحشد المزيد من الدعم للمشروع السياسي في سوريا وتبحث عن تغليب لغة الحوار على طلقات الأسلحة النارية، حيث بدأت القضية السورية تثير الجدل بين القطبين الدوليين أمريكا وروسيا خاصة بعدما خالفت واشنطن الخيار الروسي وقررت دعم المعارضة قبل انعقاد المؤتمر الدولي عكس ما كان متفق عليه مع موسكو، لتفتح بذلك صفحة التصريحات والتصريحات المضادة بين البلدين بخصوص النزاع في المنطقة، حتى وإن كانت أمريكا لم تعلن بعد عن طبيعة المساعدات العسكرية التي تخطط تقديمها لمقاتلي المعارضة وعن قرارها النهائي بشأن فرض حظر طيران على سوريا. تواصل روسيا الدفاع عن المشروع السياسي الذي تتبناه منذ بدء النزاع في المنطقة وتعارض أي خيار عسكري من شأنه تصعيد العمليات العسكرية في سوريا، ومضاعفة الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب المدمرة التي تعصف بسوريا منذ أزيد من عامين، والتي تسببت في تشتت أبناء الوطن الواحد وتشريدهم خارج حدود الوطن فارّين من نيران الأسلحة الحربية وويلات الدمار الشامل الذي تعيشه سوريان حيث استبعدت موسكو أن تكون الأدلة المتعلقة بالأسلحة الكيماوية التي تدعي واشنطن امتلاكها كافية لتخول أمريكا فرض حظر جوي على سوريا وتمنحها الضوء الأخضر لإقحام نفسها في الحرب الداخلية الجارية في دمشق، معتبرة أن هذه الحجج لا تلبي معايير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بأن المعلومات التي قدمتها الولاياتالمتحدة حول استخدام دمشق سلاحا كيميائيا، لا تخدم مؤشرات خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإيطالي إيما بونينو بالعاصمة موسكو أن أدلة واشنطن غير مقنعة لاتخاذ خطوة عسكرية مماثلة، مشيرا إلى أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هم الجهة المخولة للبث في حقيقة اعتماد النظام السوري لأسلحة الدمار الشامل في الحرب التي يخوضها ضد مقاتلي الجيش الحر، وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية أن المواد التي تم الكشف عنها لكل من واشنطن، بريطانيا وفرنسا لا تعد ضمانات كافية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، من جهته ضم وزير الخارجية الإيطالي صوته لصوت سيرغي لافروف مؤيدا الخيار السلمي الذي تدعمه روسيا. ميدانيا احتدم الصراع على جبهات عدة حيث شن أمس الجيش السوري غارات على مستودعات ذخائر تابعة للمسلحين في حلب مستخدما المدفعية والطائرات في قرية الحور في حلب مواصلا بذلك سلسلة هجماته المستهدفة للمدينة في محاور داخل حلب أخرى في الريف الشمالي باتجاه المنصورة، كما حاول الجيش السيطرة على منطقة عندان الإستراتيجية في ريف حلب التي تعد منطقة تسريب للسلاح إلى المسلحين داخل حلب، وتعيش مدينة حلب القديمة اشتباكات بين الجيش والمسلحين. فيما تحدثت أنباء عن إنزال جوي للجيش النظامي على بعض أحياء حلب.