أكد رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا وعضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبد الله زكري، في حديث ل”الفجر” هاتفيا، أنه قام بصد أول هجمات العنصرية التي صدرت من طرف لوران بورغوا، المنتخب عن الاتحاد الحركة الشعبية اليميني المتطرف، في حق المسلمين والجالية خلال شهر رمضان، بعد نشره لصور وتعليقات مشينة عن خدمات مركز تجاري مخصص للجالية المسلمة. وحسب مصدرنا تضمن التعليق، تساؤلا عن بقاء فرنسا جمهورية لائكية، بسبب مثل هذه الخدمة الموجهة للمسلمين والجالية خلال شهر رمضان، عبر موقعه على شبكة الفيسبوك، مما فتح الباب أمام تعليقات للمتطرفين والمناهضين للمسلمين والعرب. وذكر عبد الله زكري أنه تراجع عن إيداع شكوى لدى المصالح الفرنسية بعد اعتذار لوران بورغوا، منتخب اليمين عن ما نشره على صفحته بالفيسبوك، بعد أن قدم هذا الأخير لاعتذارات لرئيس المرصد وللجالية المسلمة، الذين تناولتهم التعليقات مباشرة بعد نشر صورة ”الكارفور” وهو مكان لتقديم خدمة الأكل المسلمين بفرنسا. وقد جاء تراجع عبد الله زكري، بعد أن تقرب المنتخب الفرنسي لحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية عن ما نشره، وقيامه بغلق صفحته على الشبكة الاجتماعية بحضور أعضاء من المرصد والعديد من تمثيليات المجتمع الفرنسي المناهضين للعنصرية. وبرر عبد الله زكري تفهمه وتقبله للاعتذار بكون الديانة الإسلامية تنشر الإسلام والتسامح والمغفرة وتنص على الأخوة، سيما خلال الشهر الكريم، مشيرا إلى أن ذلك سيكون عبرة للآخرين حتى لا يتهجمون على الديانة الإسلامية ويجعلون من أفراد الجالية وقودا لحملات عنصرية سياسية ترفضها الأديان برمتها. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا كان بإمكانه ربح القضية في العدالة الفرنسية، بالنظر للأدلة القاطعة التي يتوفر عليها، والتي يعاقب عليها القانون الفرنسي الرافض لمثل هذه الممارسات القائمة على أسس عرقية أو دينية، بالنظر لكون دستور الجمهورية يعتمد على اللائكية كقاعدة للمساواة بين جميع الفرنسيين من مختلف الديانات والجنسيات. وبالمناسبة دعا منتخب الحزب الفرنسي إلى ضرورة فتح السلطات الفرنسية لنقاش وطني عام حول اللائكية في فرنسا، يشارك فيه رجال القانون ورجال الدين وفعاليات المجتمع، بعيدا عن صفحات التواصل الاجتماعي. ويذكر أن رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا كان قد أكد في حوار سابق ل”الفجر” أن حملات العنصرية زادت بنسبة 25 بالمائة ضد المسلمين بداية السنة، وتوقع تسجيل ارتفاع آخر في الثلاثي الثاني من السنة الذي سيصدر تقريره في الأيام القليلة القادمة