الشدة التلمسانية لباس خاص ترتديه النساء بمنطقة تلمسان، في الغرب الجزائري، هو من أرقى وأجمل وأغلى ما يمكن أن ترتديه النساء وقد توارثته الأجيال جيلا بعد آخر، حتى صار رمزا للأصالة والتراث ونسب لنساء المنطقة اللواتي يحملن من خلال هذا الثوب تاريخ الأندلس، فهو لباس الأميرات. الشدة التلمسانية لباس خاص يحمل فستانا حريريا واسع الأكمام مصنوعة من قماش رقيق شفاف مطرز ومرصع بأحجار براقة و”الدنتيل”. يسمى هذا الفستان بالرداء ثم يأتي منديل يوضع حول الخصر يسمى ”المثقلة”. وفوق هذه الثياب كافة تلبس المرأة جاكيت قصير الأكمام مصنوع من الفتلة والقطيفة، وفوق كل هذا يأتي تاج يوضع على رأس المرأة في شكل مخروطي مطرز بخيوط الذهب، ويطلق على الأقراط التي تشده اسم ”المخرزة” أوالقرصة. يرتبط لباس الشدة ارتباطا وثيقا بالثقافة المحلية للمنطقة، إذ يستحيل على أي عروس أن تخرج من بيت أهلها دون هذه القطعة التي تعد من أغلى القطع، التي تلبسها العرائس في الجزائر لاحتوائها على الذهب والجوهر بشكل كبير. ارتباط الفتاة التلمسانية بارتداء الشدة يحمل دلالات اجتماعية كبيرة، أبرزها أن ارتداء هذا الثوب يعني انتقال الفتاة من عالم الطفولة إلى حضرة النساء البالغات، لهذا تقوم العائلات التلمسانية بإلباسه الفتاة التي تصوم لأول مرة وفق طقوس جميلة تنطلق بعد صلاة العصر، حيث يتوافد الجيران وأفراد العائلة لتقديم الهدايا للصغيرة ويفطر كل القادمين على شرف الصغيرة التي دخلت حضرة البالغات بتدشينها الصيام لأول مرة. الشدة التلمسانية صنفت العام الماضي من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بعد نهاية فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية. وقالت اللجنة أن”المهارات والطقوس المرتبطة بصنع لباس العروس التلمسانية عبر الأجيال أصبحت رمزا لهوية المنطقة”. وأضافت أن هذا التصنيف كفيل بتشجيع الحوار بين الجاليات والمجموعات مع التحسيس بأهمية الطقوس المرتبطة باللباس في منطقة المتوسط، وكانت الشدة التلمسانية هي ثاني موروث جزائري غير مادي يتم تصنيفه في قائمة التراث غير المادي من قبل اليونسكو بعد ”الأهليل”.