كثّفت إسبانيا خلال الفترة الأخيرة، عدد الدبلوماسيين المختصين في تنشيط التبادل الاقتصادي عبر سفارتها وقنصلياتها في الجزائر، رغبة منها دخول السوق الجزائرية عبر استثمارات ضخمة، كمحاولة للخروج من شبح الأزمة التي تتخبط فيها منذ قرابة 5 سنوات. كشفت وكالة الأنباء الإسبانية ”إفي” في تقرير لها هذا الأسبوع، أن واردات إسبانيا من الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية بلغ 5 مليار و390 مليون دولار، متجاوزة بذلك إيطاليا التي سجلت خلال نفس الفترة 5 مليار و130 مليون دولار، تليها بريطانيا في المركز الثالث ب4 مليار و510 مليون دولار بينما احتلت فرنسا المركز الرابع ب 3 مليار و660 مليون دولار، حيث تصدر الجزائر بالدرجة الأولى المحروقات إذ تعتبر الممون الرئيسي لإسبانيا وايطاليا في مجال الطاقة خاصة الغاز. أما بخصوص الصادرات، فقد قفزت إسبانيا إلى المركز الثالث ب2 مليار و720 مليون دولار، بعد كل من فرنسا في المركز الأول ب 3 مليار و330 مليون دولار وتليها الصين في المركز الثاني 3 مليار و310 مليون دولار، واستوردت الجزائر من إسبانيا الحديد والصلب والسيارات واللحوم والمواد الغذائية والقمح والخزف، في حين تستورد من فرنسا القمح والمواد الغذائية، بهذا يحقق التبادل التجاري لأول مرة بين الجزائروإسبانيا 8 مليار دولار و110 مليون دولار خلال النصف الأول من السنة الجارية بينما بلغ حدود 6 مليار و900 مليون دولار بين الجزائروفرنسا. أكد خبراء دوليون، من خلال هذه المعطيات، أن إسبانيا تنتهج إستراتيجية ذكية لتصبح الشريك التجاري الأول مع الجزائر، خاصة بعد تعديل قانون الاستثمار وكذا قانون المحروقات في محاولة لجعل القطاع أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب لتولي مشاريع جديدة، وخاصة التنقيب في المناطق البحرية والبرية التي تحتوي على موارد وثروات. وعليه تطمح إسبانيا إلى إنشاء استثمارات ضخمة على شاكلة أنبوب ”ميدغاز” الذي نطلق من ميناء بني صاف بولاية عين تيموشنت نحو ميناء ألميريا بإسبانيا، ويسمح هذا الأنبوب الممتد على طول 1050 كلم منها 550 كلم بالتراب الوطني وبعمق بحري يصل إلى 2000 متر بنقل سنويا 8 مليار متر مكعب قابلة للارتفاع.