- يعتبر شهر رمضان فرصة كبيرة لتعديل العادات الغذائية، وهو فرصة كذلك لإراحة المعدة والتخلص من الوزن الزائد لدى الكثيرين، وبناء جسم صحي ذو وزن مثالي. - مع أن الصائمين في رمضان يمتنعون عن الطعام لفترة تزيد عن عشر ساعات، ويتناولون وجبتين يوميا فقط، إلا أنه في رمضان نجد البعض قد زاد وزنه، وذلك راجع لنوعية المأكولات و كمياتها الكبيرة، فتناول الحلويات والمعجنات والمقليات والأكلات الدسمة بشكل كبير، وقلة تناول الخضر والفواكه هو المسؤول عن تلك الزيادة في الوزن مما ينتج عنه قلة الحركة وتدني النشاط البدني، إذ لا يستطيع أولئك حتى إكمال ركعات صلاة العشاء. نصائح عملية للصائمين: - عند الإفطار، تناول حبات تمر فهي سهلة الهضم والامتصاص بما يحتويه من سكريات بسيطة، لذلك فإنه يعوض الجسم بشكل سريع ويعطي إحساساً بسيطا بالشبع. - احرص على أن تكون وجبة الإفطار متنوعة متكاملة، وتجنب الإفراط في تناول الطعام لأن ذلك يسبب عسراً في الهضم ويتعب المعدة ويسبب انتفاخها، ويتسبب في الغازات، وارتخاء وخمول الجسم والشعور بالنعاس، ذلك أن قسما كبيراً من الدم يتجه إلى الجهاز الهضمي على حساب كميات الدم الواردة إلى الأعضاء الأخرى، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة إذ يقول: " ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه ، بحسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " [رواه الترمذي]. - للحفاظ على التوازن المائي الملحي لأعضائه، يكون الجسم دوما بحاجة لكميات من الماء، وفي رمضان يجب على الصائم تعويض السوائل بالإكثار من تناول الماء إلى حدود لترين كل ليلة، وتجدر الإشارة أن العصائر والفواكه وبعض المأكولات التي تحتوي على نسب من السوائل لا تغني عن شرب المياه الصافية. - الأفضل تناول المشروبات الطبيعية الجاهزة لاحتوائها على الألياف وخلوها من السكر المضاف، وتجنب تلك التي تغلب العناصر الصناعية في مكوناتها، لأن هذه الأخيرة تلعب دوراً في تسوس الأسنان، وتؤدي لزيادة الوزن، وتمنع من تناول العناصر الغذائية المفيدة الأخرى عندما يكثر الصائم من شربها. - ينصح بالتقليل من القهوة قدر الإمكان لما لديها من تأثيرات على الجهاز العصبي (ذهاب النعاس وصعوبة النوم)، على الجهاز الهضمي (تسبب الارتجاع، تزيد من القرحة الهضمية)، واستبدالها بالمشروبات الطازجة. - أعط معدتك الفرصة لهضم وجبة الإفطار وذلك بالفصل بين الوجبة الأساسية وتناول الحلويات أو أي أكلات إضافية أخرى. - تجنب الأكلات المقلية قدر المستطاع، وتناول بدلا منها الأطعمة المشوية أو المطهية بغير القلي، وتجنب الأطعمة الدسمة بين الفطور والسحور. - لا تكثر من تناول التوابل والمخللات، لأنها تتسبب في اضطراب القولون، وتسبب عسراً في الهضم. - ينصح عدم الإكثار من المثلجات، وأن تكون معتدلة البرودة، مصنوعة من مواد معروفة المصدر، لأنها قد تكون مصدراً لأمراض انتقالية، زيادة على أنها تؤثر على انتظام عملية الهضم، ونفس الشيء بالنسبة للماء والسوائل المجمدة وشديدة البرودة. - نحن في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، وتكثر فيه حالات التسمم الغذائي، لذلك يجب علينا دوماً أن نتعرف على مصدر طعامنا لنتجنب الأطعمة المتعفنة والملوثة. - ينصح تجنب شرب الشاي والثهوة في الأوقات المتأخرة من الليل، لأنها مدرة للبول، وذلك من شأنه أن يفقدك الكثير من السوائل التي تكون بحاجة إليها في يومك. - الاشتغال بمشاهدة التلفاز أثناء تناول الإفطار يجعلك تتناول كميات كبيرة من الطعام دون أن تشعر، فتجنب ذلك. - عجّل فطورك قدر الإمكان، لأن تأخير الإفطار يزيد من انخفاض نسبة السكر في الدم والشعور بالتعب، ثم إن الصائم يكون في حاجة ماسة لما يذهب عنه الجوع والعطش في أقرب وقت ممكن، وتعجيل الفطور هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم: '' لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر'' [متفق عليه]. - الإفطار على مرحلتين شيء جيد ومريح أكثر للجهاز الهضمي، ويجنبك ذلك الارتباك في عملية الامتصاص، فتعد الوجبة البسيطة الأولى بمثابة التنبيه للجهاز الهضمي، وهذا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعجل فطوره، ويعجل صلاة المغرب ويقدمها على إكمال بقية طعامه. - وجبة السحور مفيدة لمنع حدوث الصداع والتعب والعطش الشديد أثناء الصيام، وينصح بأن تحتوي على أطعمة سهلة الهضم كاللبن، الخبز، العسل، الفواكه، وتجنب الأكلات الدسمة والمشروبات الغازية في السحور، وقلل من الأطعمة المالحة، وكلما أخرت السحور كلما كان ذلك أفضل. - المشي بعد الفطور بساعة أو ساعتين يساعد في الهضم، ويحمي من الوزن الزائد، وبالتالي حمايتك من الإصابة بالأمراض المزمنة. - صداع الأيام الأولى من رمضان هو مشكلة يعاني منها الكثيرون، وسببه راجع إلى القهوة والشاي اللتان اعتاد على تناولهما الإنسان قبل رمضان في أوقات متقاربة من النهار، وعند الانقطاع عنهما لمدة عشر ساعات على الأقل في نهار رمضان يصاب بصداع حاد أو متوسط، وحل هذه المشكلة هو أن ينقص الإنسان من هذه المنبهات بالتدرج في الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان. - الشعور بالدوار وفقدان التوازن وأحيانا الغثيان عند تناول الإفطار خصوصا الأيام الأولى من رمضان راجع إلى توجه كميات كبيرة من الدم للجهاز الهضمي، وبالتالي نقص الإمداد الدموي عن الدماغ فتحدث تلك الأعراض، والأشخاص المعرضون لذلك هم الذين يتناولون كميات كبيرة من الطعام والمشروبات بعد الأذان مباشرة بسرعة ودون توقف، لهذا سابقا أن تناول الفطور على وجبتين أفضل. - الشعور بالتخمة عند أداء صلاة العشاء والتراويح مشكلة تؤرق الكثيرين، وسببها راجع لتناول وجبة ثقيلة دسمة في الإفطار، مما يؤثر على نشاط الإنسان ويقلل من قدرته على الوقوف طويلاً، فلا يستطيع الاستمرار في صلاة التراويح، ولتجنب ذلك يتناول الصائم وجبة خفيفة إلى متوسطة بين الإفطار وصلاة العشاء، ويؤجل المأكولات الدسمة إلى ما بعد التراويح، وسوف يشعر بالنشاط عند أدائه صلاتي العشاء والتراويح. نصائح لمرضى ضغط الدم في رمضان: - البعد عن الغضب والعصبية. - تجنب الأغذية الدسمة والمواد الدهنية، السكرية، والنشوية. - الإقلال من ملح الطعام والمخللات. - الابتعاد عن الأعمال المرهقة والتدخين. - عدم الإفراط في الطعام، وتناول وجبات خفيفة متوازنة. - الإكثار من تناول الفواكه مثل التفاح لأنه ينشط عمل القلب ويخفض نسبة الكولسترول في الدم، والعنب مجففا كان أو طازجاً أو عصيراً، والخضروات المطهية أيضاً. - تناول السوائل في الإفطار والإمساك لتجنب جفاف الجسم. - الاعتدال في تناول اللحوم، وتجنب الشحوم. - التقليل من القهوة لأنها تثير الجهاز العصبي وذلك ليس في صالح مريض الضغط. - الابتعاد عن الأماكن الحارة. يمنع من الصوم المريض ذو الحالة غير المستقرة أو الحالات المتقدمة من ضعف عضلة القلب لضرورة تناوله الأدوية في النهار أيضاً، والمصابون بقصور الشرايين، أو الذبحة الصدرية غير المستقرة الذين يستوجب معالجتهم بالمستشفى والمحاظة على سيولة الدم، وكذلك المصابون بضغط الدم الشديد الذي يتطلب علاجاً مكثفاً طيلة النهار. نصائح لمرضى السكري الصائمين: - تختلف القدرة على الصوم من مريض لآخر، لذلك لا يصوم مريض السكري إلا بعد أخذ رأي طبيبه، وعلى المريض الذي قرر الصوم القيام بما يلي: - الإكثار من شرب الماء أثناء الفطور لتجنب جفاف الجسم. - التقليل من النشاط البدني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم. - تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر. - لا ينتظر إلى دخول وقت الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، وليتناول شيئاً حلواً مباشرة. هذا الشهر هو فرصة للمصابين بالأمراض المزمنة من أجل ترتيب حميتهم الغذائية بشرط تناولهم لأدويتهم واتنباع إرشادات أطبائهم، كما أنه فرصة نادرة للمدخنين كي يقلعوا عن هذه العادة التي يزداد العلم يوماُ بعد يوم برهنة أنها تسبب الأمراض المميتة كالسرطانات المختلفة، أمراض القلب وغيرها. لنحاول جعل رمضان البداية لترك التدخين وكل العادات الغير صحية، والانطلاق نحو طريقة حياة صحية والحصول على جسم سليم معافى. إعداد : مسعودي عبد القادر