دعت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية، إلى فتح تحقيق مع بعض رؤساء النقابات الذين يستغلون الطبقة العاملة ويسخرونها لأجل مصالحهم الخاصة ولجمع الأموال. ووقفت النقابة عند بعض القياديين الوطنيين والمحليين والتنظيمات النقابية بقطاع التربية، خاصة الذين صاروا لا يتورعون عن “قبول الرشاوى التي تقدم لهم من قبل الإدارة الوصية”. حذر رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية، على بحاري، في بيان استلمت “الفجر” نسخة منه، من انحراف العمل النقابي بالجزائر والذي أضحى “مجرد باب للاغتناء على ظهر نضالات الطبقة العاملة والتلاعب بالملفات مع الثلاثية أو الثنائية وحتى الأحادية، من وراء الستار، بدليل ظهور مظاهر الغنى على عدد من النقابيين الذين كانوا قبل سنوات قليلة أناسا بسطاء..”. وقال بحاري إن العمل النقابي الحقيقي هو النضال من أجل الدفاع عن حقوق العمال والعاملات وتحسين ظروف عملهم وعيشهم، وذلك انطلاقا من شعار “خدمة العمال البسطاء وليس استخدامهم واستعبادهم، وإن الإيمان والقناعة بذلك يعني أن تصريفه يقتضي تقديم التضحيات ونكران الذات”، إلا أنه يوجد حسب قوله “في النقابات العديد ممن يستغلون الطبقة العاملة ويسخرونها لأجل مصالحهم الخاصة، فمثلا يوجد في جل التنظيمات النقابية بالجزائر، قياديون نقابيون مليارديرات استفادوا من الريع النقابي ومن الأعمال الاجتماعية، يستخدمون الطبقة العاملة لمصالحهم الشخصية ويغتنون على حساب عرقها وحقوقها”. وكمثال في هذا المجال وقف بحاري في بيانه على “الاغتناء الفاحش لبعض رموز قيادات التنظيمات النقابية الذين انتقل بعضهم من وضع مستخدم بسيط إلى مليارديرات يملكون أموالا، طائلة وسيارات فاخرة وألبسة تساوي ما يقارب 10 مرات الحد الأدنى للأجور أو أكثر ويصرفون بسخاء في وجبة غذاء في أفخر الفنادق أزيد من ثلاث مرات الحد الأدنى للأجور، ولكن في الوقت نفسه يجب الإشارة إلى وجود مناضلات ومناضلين حقيقيين في التنظيمات النقابية، يدافعون باستماتة عن الطبقة العاملة وعن حقوقها وهو الشيء الذي جعل هذه المنظمة ترقى إلى المكانة التي تتميز بها في بلدنا”. ونبهت النقابة الوطنية إلى أن “وجود مثل هؤلاء المفسدين داخل النقابة لا يجب استعماله كمبرر لضرب العمل النقابي بالجزائر واعتباره مجرد باب للاغتناء”. وانطلاقا من هذا الوضع النقابي حيث “استشرى فيه الفساد”، أكد البيان أن “الممارسة النقابية اليومية صارت ممارسة انتهازية بامتياز، وأن هذه الانتهازية النقابية في حاجة إلى الوعي بها من قبل النقابيين أولا ومن قبل العمال، والعمل على وضع برنامج للعمل على استئصالها من الجسم النقابي المبدئي”، مضيفا أنه “من الممارسات التي تلجأ إليها معظم القيادات النقابية وطنيا وإقليميا ومحليا من أجل تحقيق التموقع الطبقي إلى جانب البورجوازية، هي التنكر لمطالب العمال والدوس على كرامتهم مقابل تحقيق مصالح القائد النقابي، وممارسة تضليل العمال وطليعتها الطبقة العاملة بإقناعها بنجاعة السلم الاجتماعي بدعوى المحافظة على العمل في ظل عولمة اقتصاد السوق التي صارت تهدد مصير العمال وطليعتها الطبقة العاملة، والقيام بمختلف الممارسات التي تؤدي إلى التقرب من الإدارة الوصية”. وأشار بحاري إلى “الانبطاح والمشي على البطون لإرضاء الطبقات المستفيدة من الاستغلال مقابل مساعدة القياديين النقابيين المنبطحين والزاحفين على بطونهم على التسلق الطبقي الذي قد يموقعهم في يوم ما، إلى جانب تلك الطبقات مثل ما هي عليه بعض التنظيمات النقابية عامة والتنظيمات النقابية بقطاع التربية خاصة”.