حرصت النساء، منذ القدم، على استعمال الحناء كعنصر أساسي من عناصر الزينة في المناسبات، الأفراح والأعراس، لكن استعمالها تغير بتغير العادات والتقاليد، حيث انتشرت في السنوات الأخيرة وأصبحت موضة العصر بنقوشها وتصاميمها الجميلة، بعد أن كانت تقتصر على تلوين الأيادي فقط. بولاية سيدي بلعباس، على غرار باقي ولايات الغرب الجزائري، أصبح نقش الحنة من الضروريات التي تحسب لها العروس ألف حساب قبل حفل الزفاف. فبعد أن كانت النساء قديما بما في ذلك العرائس تقتصرن على تلوين وصبغ الأيادي والأرجل بالحناء فقط دون وضع أية أشكال، أصبح اليوم النقش من ضروريات الزينة التي تعتمد عليها العروس، حيث تستعين بما يعرف بالحنانة أو النقاشة، إذ لاتزال هذه المهنة تقتصر على عدد قليل جدا من النساء اللاتي يتقنّها بشكل احترافي، وجلهن مغربيات الأصل أو جزائريات تلقينها وتعلمنها من مغربيات، حيث تقوم أخصائية الحنة بالتنقل لمسكن العروس وتزيين أياديها وأرجلها بالحناء حسب رغبتها وإمكانياتها المادية من خلال رسم أشكال أوراق، أزهار وغيرها. وتختلف أسعار النقوش حسب كثافتها وطولها، وكذا حسب نوعية الحناء المستعملة.. فهناك الحناء المغربية، الهندية، الباكستانية واليمنية، والتي تمزج بعطور ومواد صبغية لإعطائها اللون المرغوب وغالبا ما يكون الأسود الذي تحبذه جل العرائس لإظهار أشكال النقوش الجميلة. وتتراوح أسعار نقش الحناء ما بين 1500 وحتى 4500 دج. وفي المقابل تعمد بعض العرائس إلى وضع نقوش الحناء بمفردهن دون اللجوء إلى أخصائية بالاعتماد على النقوش اللاصقة الجاهزة، والتي توضع على المكان المراد تزيينه وتغطى بالحناء وتزال بعد جفافها تفاديا للمصاريف الزائدة. وفي ظل تزايد الطلب على نقوش الحناء التي أصبحت موضة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة ما تعلق بالنقوش السوداء التي تعتمد على خلطات مجهولة المحتويات والمكونات في معظمها خاصة تلك التي تباع جاهزة، حذر أطباء الجلد والمختصون من الاستعمال العشوائي لمثل هذه الخلطات التي تسبب الحساسية، تهيج الجلد والإكزيما، نظرا لاحتوائها على مواد كيماوية وملونات خطيرة تستعمل أصلا كمركبات أساسية لصبغات الشعر وملونات الملابس وغيرها. ويُنصح بالاكتفاء بالحناء الطبيعية في وضع النقوش مع استعمال صبغات طبيعية في حالة البحث عن اللون الأسود للنقوش كمزج الحناء بمغلي الشاي، القرنفل، قشور الرمان أو عصير الليمون. للإشارة فإن للحناء مكانتها في الطب النبوي والطب البديل، حيث تدخل في علاج العديد من الأمراض الجلدية، وتفيد في علاج تشقق القدمين والتسلخات التي تحدث بين الأصابع، تقضي على البكتيريا والطفيليات المتواجدة بهذه الأماكن، تساعد في علاج الروماتيزم، وكذا الصداع بأنواعه، وغيرها من الأمراض.