دعا رئيس عمادة الأطباء ورئيس مجلس أخلاقيات المهنة، بركاني بقاط، وزير الصحة وإصلاح المستشفيات زياري، للنزول للمستشفيات والوقوف على الواقع الحقيقي للصحة العمومية، مشددا على أن النهوض بالقطاع يتطلّب التكفل الميداني بالمشاكل وتدارك النقائص وتأخر القطاع من أجل مواكبة التطورات الأخيرة. وقال بركاني بقاط، في تصريح ل “الفجر” أمس، إنّ التكفل الجدي بالقطاع الصحي يستلزم من الوزير النزول للميدان، على خلفية أن مديري المؤسسات الاستشفائية يتخوّفون من أخذ المبادرة في شراء وجلب العتاد الناقص من جهة، أو نظرا لنقص خبرة وكفاءة التسيير من طرفهم من جهة أخرى. وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمادة الأطباء أن المنظومة الصحية تُعاني أزمة كبيرة منذ 20 سنة نتيجة تراكم المشاكل، مشيرا في هذا الصدد إلى الاختلالات التي يعيشها القطاع سواء فيما يتعلّق بالجانب البشري، على غرار العجز الموجود في الأطباء والممرضين، ونقص التكوين والإضرابات. وفيما يتعلّق برداءة الخدمة الصحية، أرجع ذلك إلى نقص تكوين الأطباء، وكثرة الاحتجاجات، وقلة المستشفيات، وندرة الأدوية، إضافة إلى نقص العتاد الطبي وتأجيل المواعيد، محمّلا المسؤولية عن ذلك إلى مسيري القطاع وغياب الإرادة السياسية. ودعا بركاني بقاط، زياري، لزيارة مستشفى بني مسوس لتفقد المؤسسة التي تعاني من عدة مشاكل ونقص في العتاد الطبي، مشيرا أن مريض السرطان لا يستطيع مصارعة المرض لأشهر في انتظار الأجهزة الطبية. وطالب محدثنا السلطات العليا في البلاد بضرورة بناء مؤسسات استشفائية تخضع للمعايير الدولية، خاصة وأنّها لا تتطلب موارد مادية كبيرة، مستغربا في الوقت ذاته من سياسة ترميم المستشفيات التي تنتهجها الحكومة رغم الإمكانيات المادية الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر والميزانية التي تعتمدها في هذا المجال للارتقاء بقطاع الصحّة على جميع المستويات، إلا أنّ واقع الصحة في البلاد مازال بعيدا عن مستوى التوقعات. وانتقد رئيس عمادة الأطباء أيضا تدني مردود الخدمات الصحية وعدم توحيد العتاد الطبي، مشيرا إلى سوء التسيير وغياب التنسيق بين مختلف مصالح المستشفيات، ومشددا على حق المريض في العلاج والفحوص الطبية واللقاح والدواء وحمّل رئيس مجلس أخلاقيات المهنة مسؤولية ما يحدث إلى مسيري القطاع وغياب الإرادة السياسة، إضافة إلى عدم كفاءة العديد من المسؤولين.