صدر حديثا عن منشورات الاختلاف بالعاصمة، ومنشورات ضفاف ببيروت، كتاب جديد للباحث محمود خليف خضر، وسمه ب”ما ورائية التأويل الغربي: الأصول، المناهج، المفاهيم”، تناول فيه الباحث مكنونات وما ورائيات الفلسفات الحديثة، التي دخلت إلى حقل النقد الأدبي، وأدت إلى إحداث ثورة في مجال مقاربة النص، كثيرة.وعبر صفحات العمل، حاول المؤلف أن ينقل القارئ إلى حقل النقد الأدبي الشاسع والعريق، والذي قال إنه ظل لفترة طويلة يمثل مركزية معرفية تؤمن بسلطان العقل والمنطق. ولعل الأورغانون الأرسطي ومبادئه شكلا حضوراً مسلماً به في عملية التفكير المنطقي وفهم الأشياء واحتوائها مفهومينا وواقعياً، بعد أن كان التفكير الإنساني ميتافيزيقيا في منطق سقراط وأفلاطون، فركزت المعرفة الإنسانية عبر تاريخها الطويل على قدرة العقل في فهم الذات والأشياء، إلا أنها اصطدمت بالنصوص المقدسة وفكرة الإلهام والحدس والوحي، التي تبلورت في المدونات الهرمسية والغنوصية. لذلك كانت الفلسفة التأويلية والمؤولون يفسرون ويعيدون إنتاج دلالتها من خلال فك رموز ومجازية الخطاب المقدس، الذي تمكن في باطنه الحقيقة، وإن الإقصاء والتهميش اللذين كان يمارسهما العقل الأرسطي على العقل التأويلي والتفكيكي وفكرة الاختلاف احتاجا منا إلى إجراء بحث أركيولوجي في هذا الكتاب عن أصول ومفاهيم ومناهج الفلسفة التأويلية في بيئتها.