اغتنمت الجزائر مرة أخرى فرصة تواجدها في مؤتمر عالمي للإعلان أنها توفر الأمن للمستثمرين الأجانب وتتحكم في استتبابه، وأكد وزير الطاقة والمناجم أن الحكومة اتخذت إجراءات مشددة للغاية لحماية البنية التحتية في الجنوب، في محاولة لجذب أكبر عدد من المستثمرين الذين رفضوا العودة إلى الجزائر بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة الحياة في عين اميناس شهر جانفي المنصرم، كاشفا أن الحكومة ستطرح مناقصات لمناطق امتياز برية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وصرَّح يوسف يوسفي، خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر الطاقة العالمي، المنعقد في كوريا الجنوبية الأسبوع المنصرم، ”اتخذنا إجراءات مشددة للغاية لحماية البنية التحتية في جنوب البلاد”، وقال يوسفي من ناحية أخرى أن ”سعار النفط الحالية ”معقولة”، مضيفا أنه من السابق لأوانه توقع إذا كانت منظمة ”أوبك” ستغير سقف الإنتاج في اجتماعها شهر ديسمبر المقبل أم لا، حيث قال ”سنرى حين نجتمع في فيينا وسندرس السوق وبعدها نقرر ما إذا كان هناك تعديل سقف الإنتاج من عدمه”، في وقت يتراوح سعر النفط بين 107 دولارات و112 دولاراً للبرميل في الأسابيع الأربعة الماضية، بعد أن تجاوز 117 دولاراً في أوت، إثر تعثر الإمدادات من ليبيا واحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية لسورية. وقال الوزير أن الجزائر تنتج 1.2 مليون برميل من النفط يوميا، ووصف الإنتاج بأنه مستقر، متابعاً أن الجزائر ستطرح عطاءات لمناطق امتياز برية خلال أشهر قليلة، وأحجم عن ذكر تفاصيل عن هذه الامتيازات، وكان الوزير قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن الجزائر تتوقع زيادة إنتاج الغاز لمثليه في غضون ما بين سبعة وعشرة أعوام، بعد أن حققت عدداً من الاكتشافات الهامة من النفط والغاز في حقول جديدة وقديمة. ومن جهته، دعا مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية الإماراتية، الدكتور ثاني الزيودي، إنه يتوجب على كبار مصدري الطاقة في العالم إيجاد توازن بين إمدادات الطاقة العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، بما يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية محليا وخارجيا على المدى البعيد. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بكافة الإمكانات التي تتيح لها البقاء في طليعة قطاع الهيدروكربونات العالمي، وتعمل اليوم على تنويع مواردها من الطاقة لضمان تحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد، ونرى أن هناك فرصا استثمارية واعدة في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النووية وتعزيز كفاءة الطاقة. وشارك في جلسة النقاش كل من المدير التنفيذي لشركة ”سوناطراك” كمال الدين شيخي، والدكتور حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، والدكتور جون باري رئيس شركة ”شل أبوظبي”، نائب رئيس ”شل أبستريم إنترناشيونال” في أبوظبي وسوريا والكويت، بالإضافة إلى وديع حبوش رئيس مجموعة ”حبوش” ورئيسها التنفيذي.