أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الذي سلط الضوء على أعمال ومسيرة الأديب الراحل الطاهر وطار، على أن هناك تقصير من قبل الباحثين والجامعيين حول إرث الفقيد، خاصة فيما يتعلق بالدراسات والتحليل. واعتبر المشاركون في اللقاء الذي احتضنت فعالياته دار الثقافة هواري بومدين بسطيف، أنّ هناك تقصيرا من حيث الدراسة والتأمل في أعمال الطاهر وطار. وقال الباحث رشيد كوارد، من جامعة البليدة، في مداخلة حضرها عدد كبير من الأدباء والأكاديميين وطلبة الجامعة، إنه رغم ما أنجز من أعمال ودراسات حول ”أب” الرواية الجزائرية المعاصرة، إلا أن ذلك يبقى غير كاف. وبرأي نفس المحاضر فقد ساهم الطاهر وطار في ترسيخ الرواية الجزائرية باللغة العربية، حيث كان له الفضل - كما قال - في تجسيد قالبها الفني الموسوم بسمة عربية لتصبح أعماله موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية. ودعا المحاضر، في نفس السياق، إلى العمل من أجل البحث والتعمق في أعمال وكتابات هذا الروائي الكبير، وتدارسها بالشكل الذي يسمح بإبراز أشهر أعماله وما كتبه من روايات طويلة مثل ”اللاز”، التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية بوصفها فعلا روائيا ثقافيا جديدا في العالم العربي والعالم ككل، ورواية ”الزلزال” و”الحوات والقصر” و”عرس بغل”. من جهته قال مدير الثقافة ورئيس الملتقى، إدريس بوديبة، إن هذا الملتقى يشكل فرصة للتعريف بهذه الشخصية الأدبية الجزائرية التي تركت تراثا إبداعيا شامخا وجعلها مرجعا ومعينا للدارسين لإعادة اكتشاف جزء من التاريخ الثقافي والأدبي الجزائري. ووصف نفس المسؤول الطاهر وطار ب”الشخصية المتعددة الجوانب، ترك بصماته وأصبح من خلال أعماله من أهم الروائيين العرب من الذين كتبوا على الطبقة المتوسطة وخلف وراءه تراثا روائيا لا يستهان به بل جدير بالدراسة والتأمل”، على حد تعبيره. وأضاف قائلا إن الروائي وطار استطاع بحنكته ودهائه أن يكون من أول المؤسسين للصحافة المكتوبة في الجزائر بعد الاستقلال ومن مؤسسي العمل الجمعوي الثقافي. وستكون أشغال هذا الملتقى الأول الذي سيختتم فعالياته اليوم، فرصة لدراسة أعمال هذا الأديب الكبير الذي اتسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع، وحمل قيم فنية واجتماعية جديرة بالدراسة والتأمل على مدار 50 سنة كاملة. وحسب مشاركين فإن هذه التظاهرة تعد بمثابة فرصة للاحتكاك بين النخب الجامعية والفكرية وكذا الأدبية لتقديم بحوث جديدة حول أعمال الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار ومساهماته في التأسيس للرواية الجزائرية.