كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، غير راض إطلاقا على خرجات وتصريحات الأمين العام للأفالان ورئيس ”تاج”، واتهمها بالمزايدات السياسية والتزلف للرئيس بوتفليقة، بالمسارعة للتطبيل للعهدة الرابعة، وانتقد تهجم سعداني على شخص الوزير الأول عبد المالك سلال. يبدو أن الصراع بين خلفاء الرئيس بوتفليقة، لم يعد مقصورا بين الوزير الأول عبد المالك سلال والأمين العام للأفالان عمار سعداني، بل امتد إلى وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار عمارة بين يونس، أحد أكبر حلفاء الرئيس، حيث ذكرت مصادر مطلعة ل”الفجر”، أن بن يونس وجه انتقادات لاذعة إلى الأمين العام للأفالان، وزميله في الطاقم الحكومي عمار غول، خلال إحدى الاجتماعات الداخلية للحزب، بسبب ”تزلفهما الزائد” بالترويج للعهدة الرابعة، ما يفسر رفض عمارة بن يونس الانضمام إلى التحالف الرئاسي بين الأفالان و”تاج”، حسب نفس المصدر. وأكدت مصادرنا ما ذهبت إليه ”الفجر” في أعدادها السابقة، بأن رفض بن يونس دخول تحالف الأفالان و”تاج”، لا يتعلق بالزعامات كما أشيع بقدر ما يتعلق بحرب المواقع، مشيرة إلى أن بن صالح وبن يونس في صف سلال، وتابعت بأن سبب الخلاف بين سعداني وسلال، يتعلق بالطموح السياسي من جهة، وحساسيات شخصية من جهة أخرى، ”بلغت حد طرد سلال لسعداني من مكتبه”، ونقلت مصادرنا على لسان أحد المقربين من سلال قوله إن سعداني سيرحل من المشهد السياسي بعد تجريحه في شخصه وتحامله على المؤسسة العسكرية. من جهة أخرى، تسود حالة استياء كبيرة وسط قيادات جبهة التحرير الوطني بعد الغياب الطويل لسعداني المتواجد بفرنسا، حيث يسير شؤون الحزب عبر الهاتف في أحسن الحالات، حسب مصدر ”الفجر”، الذي أوضح أن الاجتماع الأول الذي خصصه سعداني لتوزيع المهام على أعضاء المكتب السياسي، لم يوفق بسبب اعتراض الأعضاء على نوعية النشاط، ما دفعه الى رفع الجلسة، واعدا إياهم بتوزيع المهام خلال الاجتماع الثاني، لكن بمجرد خروجه وزع المهام غيابيا.