كشف المخرج الفرنسي الشاب ستيفان كازاس ثلة من النقاط التي لا تزال تثير الجدل على مستوى القضاء في الدول الغربية لدى افتتاح فيلمه الموسوم ب ”أومبلين” أول أمس، بقاعة الموڤار، فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما ”أيام الفيلم الملتزم”، المستمر حتى ال26 من الشهر الجاري، مقدما قصة أمّ جنت على نفسها إلا أنّ إبنها ”لوكا” هو من تحملّ الجزء الأكبر من المعاناة وسط صراع أمه مع القضاء. حفل الافتتاح الذي شهد غياب وزيرة الثقافة وحضور وجوه سينمائية جزائرية معروفة، على غرار الممثل حسان كشاش والفنان أحمد بن عيسى والمخرجين جميلة صحراوي وعمرو حكار، وكذا أسماء أجنبية تتقدمهم المخرجة وعضو لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الفرنسية ماريات مونتبيار وغيرهم، إضافة عشاق الفن السابع الذين حضروا بصورة معتبرة في قاعة الموڤار لمتابعة الفعالية، وتميز بعرض الفيلم الفرنسي الموسوم ب”أومبلين” الذي أعطى إشارة انطلاق منافسة الأفلام الروائية الطويلة، والمستمدّ من قصة واقعية حسب ما صرّح به على هامش الافتتاح، المخرج ستيفان كازاس الذي جسدّ في زمن قدره ”95 ”دقيقة” قصة رائعة تحمل عديد المعاني وتخفي وراءها الكثير من التساؤلات حول بعض الأحكام القضائية في المجتمع الغربي. فرغم تطوره وتقدمه في هذا المجال الحساس، إلا أنّه أهمل أو تناسى ثلة من القواعد الضرورية التي تتعلق أساسا بحقوق الإنسان وحقها في الحياة رغم اقترافها لأخطاء. بطلتها الممثلة الشابة مياني تييري، عن دور ”أومبلين”، حيث ركزّ في أغلب لقطات الفيلم الذي جرت أحداثه في السجن على معاناة المرأة داخل زنزانتها رفقة ابنها الرضيع ”لوكا” الذي راح ضحية ذنب لم يقترفه وأصبح يعيش حياة السجون دون وعي منه، فالبداية كانت مع لقطة حميمية في السجن للأم ”أومبلين” مع ابنها ”لوكا”، تداعبه وتحاوره وتعانقه، إلى أن دخلت عليهما حارسة السجن وقامت بأخذ الصبي ”لوكا” من بين ذراعيها تحت سلطة ”القانون”، بالرغم من المقاومة الناتجة طبيعيا عن حب الأم لأبنائها مهما اختلف المكان والزمان. تأتي هذه المعاناة بعد رحلة عصيبة وحياة مريرة عاشتها ”أومبلين” خارج أسوار السجن، حيث تعرّضت للاغتصاب وهي في عمر الزهور، لتقوم بالانتقام لشرفها وتقتل مغتصبها، وهو ما تسبب لها بصدور حكم قضائي يدينها بثلاث سنوات سجن، حيث لم تدر بأنّها حامل ب”لوكا”، فقاومت وسعت جاهدة لأن تحتفظ بولدها حتى تسخر لها حياتها له وتربيه في كنفها، غير أنّ القاضي سمح لها بتربيته حتى يبلغ 18 شهرا، لتقوم بعدها صديقتها ”ريتا” بأخذه ورعايته، لكن بعد خذلان ”ريتا” لها، وهذا ما جعل القاضي يعيد النظر في شأن الولد و”يمنحه” لعائلة ثرية إلى حين يتحسن سلوك ”أومبلين” العنيف، فقد تحولت إلى امرأة ذات طباع غريبة ويسلوك عنيف بسبب ”لوكا”. من جهته القاضي وضع شروطا لزيارات ابنها لها مع العائلة التي تبنته شريطة تعديل سلوكها، وهو ما وفقت فيه في النهاية بعد كفاح في سبيل استرجاع فلذة كبدها، الذي تمكن أيضا من الظفر بجدّ له، إنّه والد أمّه، وكوّن الثلاثي عائلة يسودها الحب والاحترام والتماسك. هذا وتخلل حفل الافتتاح إلقاء كلمة قصيرة لمحافظة المهرجان زهيرة ياحي أكدّت فيها على هدف المهرجان، الذي يعنى بتكريس السينما الملتزمة وتشجيع الأفلام التي تتناول القضايا الإنسانية والحياة الاجتماعية لشعوب العالم أجمع، دون أن تبقى تلك الصورة النمطية في ذهن الكثيرين بأنّ الالتزام في عالمنا المعاصر لم يعد كفيلا بإبقاء شعلة الإبداع متوهجة. كما تم عرض شريط إعلاني أنجزه المخرج الشاب مؤنس خمار حول ال19 فيلم المشارك في التظاهرة منها 8 ضمن المنافسة الرسمية للفيلم الروائي الطويل و11 فيما داخل منافسة الفيلم الوثائقي.