سجل انتخاب عمار سعداني أمينا عاما للأفالان، كأهم حدث سياسي ميز الساحة السياسة والحزبية سنة 2013، كونه دشن أمانته للحزب بحملة انتخابية وتعبوية لصالحة العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية، قبل أي شخصية سياسية أخرى، كما كسر بجرأة كبيرة جميع الطابوهات، التي اتخذت من مرض الرئيس حجة لرفض ولاية رابعة، مستعينا بنماذج ديمقراطية راسخة مثلما هو الأمر لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي قاد أمريكا وهو مصاب بشلل ومن على كرسي متحرك لثلاث ولايات كاملة ومتتالية. عمار سعداني، وبعد كسبه لمعركة الأمانة العامة، في جولة للجنة المركزية بفندق الأوراسي حسمت النتائج لصالحه، بعد انسحاب المترشحين الواحد تلو الآخر، كان آخرهم مصطفى معزوزي، رغم تقدم منسق الحزب المؤقت خلال فترة شغور المنصب عبد الرحمان بلعياط بطعن لدى القضاء إلا أنها منحت الشرعية للأمين العام ليشرع فيما بعد في التحرك لتدشين الحملة الانتخابية لصالح العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية. وكسب عمار سعداني، جولة المبايعة للولاية الرابعة للرئيس بداية من بيت الأفالان، بلقاء المنتخبين لمنطقة الوسط، بالبليدة حيث جهر بدعوة الحزب للرئيس للترشح معبرا عن تمسك الحزب بمطلب الاستمرارية، وهي الدعوة التي كانت متبوعة بعدة مبايعات اجتهد عمار سعداني، في تأطيرها وكسب إجماعها تارة تحت غطاء المصادقة على مشروع قانون المالية لسنة 2014، مثلما هو الأمر في اجتماع المنعقد بفندق الأوراسي لنواب الغرفتين، وتارة تحت غطاء اللجنة المركزية المخصصة لتزكية المكتب السياسي مثلما حدث في نفس الفندق، وتارة بحجة الاجتماعات السياسية المنعقدة بالحزب أين زكى المحافظون الدعوة لولاية رابعة للرئيس. مكتب سياسي بوجوه بن فليسية لقطع الطريق على بن فليس التحضير للمشهد السياسي الخاص بالرئاسيات، حضر له بدقة عالية، حيث لم يترك أي شيء للصدفة، وتم على هذا الأساس التحضير لتشكيلة المكتب السياسي للأفالان بدقة، حيث شهد اعتماد وجوه أفلانية كانت مقربة جدا من علي بن فليس خلال تقدمه للانتخابات الرئاسية لسنة 2004، وعبرت بجرأة كبيرة عن رفضها للرئيس وقتها، وهو الأمر الذي امتعض له العديد من أنصار بوتفليقة خلال الإعلان الرسمي عن تشكيلة المكتب السياسي، غير أن المتابعين للأمر بدقة، أرجعوا ذلك لمحاولة واضحة من قبل مخططي العهدة الرابعة لقطع أي ولاء في المستقبل من أبناء الجبهة والأنصار السابقين للمترشح علي بن فليس لرئاسيات 2014، وهو تخطيط وفق فيه رعاة الفكرة إلى حد ما بعد ما تم الزج بهم في أمانات مهمة بالحزب. ونجد من بين تلك الوجوه، الصادق بوقطاية، أحمد بومهدي، اللذين كانا في مقدمة رجال بن فليس سنة 2004. قاطرة المنظمات الجماهرية لتوسيع الولاء للرابعة وبعد أن وفق عمار سعداني، في تجاوز رهان الحزب في الولاية الرابعة للرئيس بالأغلبية المطلقة، انتقل إلى المنظمات الجماهرية، وكانت المركزية النقابية المنظمة التي ترعرع فيها عمار سعداني، فضاءه الأول في التنسيق للعهدة الرابعة، وتوصل إلى إبرام اتفاق سياسي مع الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين من أجل إنجاح العهدة الرابعة للرئيس. منظمات أخرى لجأ إليها عمار سعداني، لكسب ولائها خلال الرئاسيات القادمة، وفي مقدمتها المنظمة التقليدية للأفالان، الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، وجاء لقاء مع أمينها العام محمد عليوي، الذي لم يتردد في الكشف عن ولائه لكسب الولاية رابعة للرئيس. المنظمة الوطنية للمجاهدين هي الأخرى اقترب منها عمار سعداني وكسب ولائها، كانت متبوعة بلقاءات أخرى مع منظمات الشباب والطلبة، حتى لا تكون هذه الشرائح في منأى عن الحملة التحسيسية للحملة الرابعة للرئيس. تحالفات ”العمامرة” من أجل تحقيق هدف الرابعة تحقيق العهدة الرابعة لصالح رئيس الجمهورية أذاب جميع الحساسيات السياسية وصهرها في بوتقة واحدة، فاجتمع العمامرة الثلاثة، عمار سعداني، عمار غول ”تجمع أمل الجزائر”، عمارة بن يونس ”الجبهة الشعبية الجزائرية”، من أجل الوصول لتحقيق الاستمرارية، أعادت للأذهان مشهد التحالف السياسي الذي كان يجمع الأفالان الأرندي وحمس لتحقيق برنامج الرئيس خلال ولايته الثانية للجزائر. ولم يتوقف عمار سعداني، عن هذا الحد بل تقدم للاقتراب من التشكيلات السياسية، غير مبالي بنتائج المغامرة التي انطلق فيها ولا خيبات الأمل التي قد تصله من طرق أبواب ليست مضمونة النتائج، وكان حزب جبهة القوى الاشتراكية أول من طرق بابه، موجها له دعوة بأهمية عودة الأفافاس للساحة والسياسية، رسالة كان ظاهرها دعوة ودعوة للتنسيق مع الحزب العتيد، لكن الافافاس قابل عرض سعداني بالتجاهل. وعلى مسافة مغايرة من تلك التي تربط الأفالان بالأفافاس، اقترب عمار سعداني من حزب العمال، وأمينته العامة لويزة حنون ، بدعوة التنسيق والتعاون والتشاور السياسي، وكان الاتصال بين عمار وحنون أسهل هذه المرة بحكم انتمائهما لنفس المدرسة النقابية وووجود صديق تنسيق مشترك بينهما هو سيدي سعيد، وأبدت حنون تعاونا مع سعداني لكن دون أن يأخذ هذا التعاون طابع تحالف.