المدربون في أوروبا لا يعاملون الجزائريين بنفس القيمة مع البرازيليين ولو كانوا أبطالا أكد قائد المنتخب الوطني الجزائري مجيد بوڤرة أن زملاءه في الخضر يعملون من أجل مصلحة المنتخب ولا مجال لخدمة مصالح شخصية. وقال بوڤرة في حوار خص به صحيفة لوبارزيان الفرنسية أن الجميع في المنتخب يلعب من أجل الجزائر، مضيفا بخصوص الرسالة التي يقوم بها كقائد للتشكيلة الوطنية ”في غرف الملابس مثلا أحاول أن أجعل الأجواء الجيدة إلى غاية اللحظة الأخيرة، بعدها أقوم بخطابي في النفق قبل الدخول إلى أرضية الميدان رسالتي دائما واضحة: ”لا أحد فوق المنتحب نحن جميعا نلعب من أجل البلد لهذا لا أقبل من أي لاعب أن يغلب مصلحته الشخصية على المنتحب، لا يوجد نجوم في الجزائر، وإذا لم نكن ملتحمين ومتضامنين ولا نجتهد جميعا فإننا لا نملك أي فرصة للفوز، اللاعب الذي لا يفهم خطابي أتصرف معه بشكل مغاير”. جدد في ذات السياق قائد الخضر افتخاره واعتزازه بتقمص ألوان المنتخب الوطني الجزائري قائلا: ”أشعر بالفخر وأحاول في كل مرة أن لا أنسى الواجبات التي يتطلبها حمل هذا القميص، كما أني أحس دائما ببدني يقشعر أيضا لما يتم عزف النشيد الوطني، هاتان اللحظتان قويتان ولا يمكن تفسيرهما. كما خاض مدافع لخويا القطري في هذا الحوار للحديث عن الخفايا والمعاملات التي تسود لاعبو ذوي الأصول الجزائرية في أوروبا بالمقارنة مع اللاعبين الآخرين من جنسيات مختلفة، حيث اعترف بوڤرة أن هناك تباينا كبيرا فيما يخص طريقة التعامل، مشيرا أن مدربي النوادي الأوروبية لا يتوانون في الاعتماد على سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بلاعبين من أصول جزائرية أو مغاربي، موضحا ”نعم إذ أن عددا معتبرا من اللاعبين الذين أصولهم جزائرية وخاصة المغاربة بصفة عامة لا يتم تقديرهم حسب قيمتهم الحقيقة، الكثير من اللاعبين لا ينجحون بسبب العقلية التي تلصق بهم، بعض المدربين والمكونين يقومون بتكسيرهم ويهدمون موهبتهم، ففي مرات كثيرة تسمع عبارة: ”أنت تراوغ كثيرا”. مقارنة بلاعب برازيلي فإن الجزائري الذي يملك نفس المستوى يعاني من الصورة السيئة المرسومة عنه، بعض الدول هي محترمة أكثر من دول أخرى. الكرة في الجزائر هي مخدر الشعب ومنحنا الكثير من الفرحة لجماهيرنا بعد التأهل لم يخف مرة أخرى المحترف السابق في نادي غلاسكو رونجرز الأسكتلندي التنويه والإشادة بالدور الذي يلعبه الجمهور الجزائري الذي ارتبط اسمه أساسا بإنجازات المحاربين على الأقل خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقال بوڤرة بخصوص شغف الجماهير الجزائرية ومكانة الكرة في هذا البلد قائلا ”هي مخدر بالنسبة للشعب، في بعض المرات جمهورنا لا يقدر المسؤولية التي من واجبنا أن نتحملها من أجل إسعاده، مع تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم نحن ندرك أننا منحنا الكثير من الفرحة إلى محبينا على الأقل حتى الأشهر القادمة”. فيغولي وآخرون يدركون ما عانيناه سابقا مع المنتخب لذا يتطلعون إلى التألق والبروز وعاد بوڤرة ليخوض في بداية مسيرته مع المنتخب الوطني الجزائري وأهم المحطات الصعبة التي استوقفته، حيث لخص الماجيك مشوراه قائلا ”أتذكر جيدا بداياتي حيث كنا نلعب في كل مكان، وأتذكر أننا لعبنا حتى في ”غوسان فيل” في آخر المقاطعة الباريسية، لوقت طويل لم أسجل إلا الخيبة تلو الأخرى، وقد فشلنا في التأهل إلى ”مونديال” 2006 وأيضا نهائيي كأس أمم إفريقيا في مرتيين 2006 2008 لم أسأل نفسي أبدا ”ماذا تفعل وسط هذه المشاكل؟”، مع بلحاج وزياني وعنتر يحيى سطرنا هدفا وهو ضرورة أن لا نكون جيل العار، نحن لم نفشل أبدا رغم كل الصعوبات، وكان لدينا هدف واحد وهو الدخول في التاريخ من الباب الواسع. وتابع متحدثا بخصوص رده على سؤال حول عما إذا أقدم على سرد معاناته لزملائه حاليا في المنتخب قائلا ”هم يدركون أننا عانينا كثيرا لأننا حكينا لهم قصتنا وشعرنا أنهم يريدون التألق بدورهم، فغولي وفوزي غلام وياسين براهيمي يسمعوننا جيدا، وهذا يجعل المجموعة نقية، منذ أن أصبحت قائدا لم أتدخل ولو مرة لأجل فك أي شجار بين الزملاء مثلا. زيدان هو مثال يقتدى به أتمنى أن يحضر إلى البرازيل لتشجيعنا وعلى غرار الجماهير الجزائرية التي لقيت إشادة كبيرة من قبل صانع ملحمة البليدة أمام بوركينافسو، فإن النجم الفرنسي زين الدين زيدان لقي هو الآخر إشادة لا نظير لها من قبل بوڤرة الذي قال بخصوصه: ”هو مثال يقتدى به لكل الفرنسيين والجزائريين. أنا معجب به لأنه محترف، هادئ، لطيف، لا يريد أن تسلط الأضواء عليه كثيرا وبسيط جدا، لقد أسست جمعية خيرية في الجزائر تعمل على تمويل مشاريع خاصة بالمعوقين هذه السنة، أتمنى أن ألتقي زيدان في هذا الإطار، لقد حضر مباراتنا الأولى في ”مونديال” 2010 من المدرجات، الآن في البرازيل أتمنى أن يقوم بزيارتنا وأن يحضر بجانبنا في غرف حفظ الملابس وليس المدرجات.