كشفت منظمة الأممالمتحدة أن واردات الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط الجزائري تراجعت خلال سنة 2013 بخمسة أضعاف في ظرف 3 سنوات لتبلغ خلال السنة الفارطة 100 ألف برميل يوميا، معتبرة ذلك ”تهديدا” للاقتصاد الجزائري، في مقابل ذلك أكد الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أن هذا لن يكون له تأثير سلبي لأن النفط الجزائري نظيف ومطلوب بكثرة في الساحة الدولية. وأكد آخر تقرير لمنظمة الأممالمتحدة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قلصت وارداتها من النفط، ما تسبب بأزمة مالية في الدول المصدرة، مشيرة إلى أن الجزائر ونيجيريا أكثر الدول تضررا، وأوضح التقرير أن الاقتصاد الجزائري أصبح ”مهدّدا” بسبب هذا التراجع حيث قدر حجم التراجع بخمسة مرات إذ بلغ خلال السنة المنصرمة 100 ألف برميل يوميا في مقابل 500 ألف برميل يوميا سنة 2010. ومن جهتها، قالت إدارة معلومات بوزارة الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير، أن إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الخام وصل إلى 7.7 مليون برميل يوميا في شهر أكتوبر المنصرم، في وقت تراجعت الواردات الأمريكية من النفط خلال نفس الفترة إلى أدنى مستوى لها منذ سنة 1991، وحسب إدارة المعلومات بوزارة الطاقة الأمريكية فقد أنتجت الولاياتالمتحدة 6.5 مليون برميل من الخام في اليوم في المتوسط خلال 2012، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يرتفع هذا الرقم إلى 8.5 مليون برميل يوميا في عام 2014، ومن جهتها تتوقع تقارير متخصصة أن يصل إنتاج الولاياتالمتحدة النفطي خلال السنة الجارية نحو 13.2 مليون برميل يومياً. في مقابل ذلك قال الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي في اتصال ب”الفجر” أن هذا التراجع لا يخيف لأن النفط الجزائري من أحسن الأنواع وذو جودة لتميزه بالنظافة إذ لا يكلف استغلاله كثيرا، أعقب سراي على تقرير الهيئة الأممية بقوله أن النفط الجزائري مطلوب بكثرة ولن يؤثر تراجع الواردات الأمريكية على الاقتصاد الجزائري، موضحا في الوقت ذاته أن هذا العزوف هو مؤقت وليس دائما لأن الولاياتالمتحدة لديها طفرة في إنتاج النفط الصخري. أما فيما يخص السيناريو المرتقب في قطاع الطاقة خلال سنة 2014، أعرب الخبير عن تفاؤله بخصوص مستقبل الطاقة في الجزائر، مشيرا إلى أن السنة ستكون سنة جيدة على سوناطراك خاصة بعد قرار الحكومة برفع الإنتاج رسميا مضيفا أن الاكتشافات النفطية الأخيرة ستأتي ثمارها قريبا، ونوّه سراي إلى أن الجزائر تعمل يوميا على تحسين تقنيات الإنتاج والتسويق. وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي أن فصل الشتاء القاسي الذي تعيشه أوروبا وأمريكا سوف يكون لصالح الجزائر، مؤكدا أن استهلاكها الداخلي للمنتجات الطاقوية خاصة الغاز سيرتفع وإقبالها على المحروقات الجزائرية سيتضاعف بداية من هذا الشتاء.