أظهرت دراسة كندية حديثة بأن حملات الكشف المبكر المنظمة عن سرطان الثّدي التي يُروج لها على نطاق واسع في عدة بلدان متطورة ليست مفيدة للمرأة، كما هو متوقّع، حيث تسجل الجزائر 40 ألف إصابة بالسرطان سنويا 12 بالمائة من النساء تقل أعمارهن عن 35 سنة. ونشرت نتائج الدراسة التي أنجزها فريق باحثين كنديين تابعين للبرنامج الكندي لبحوث سرطان الثدي، في صحيفة ”ذا بريتيش ميديكال جورنال”، حيث أفادت أنه يمكن لتصوير الثدي بالأشعة إنقاذ حياة الكثيرات، إذا تم بطبيعة الحال الكشف عن بعض حالات سرطان الثّدي في وقت مبكر، لكن يمكنه أيضا إلحاق أضرار صحية عديدة بهؤلاء النسوة. ومن خلال متابعة ميدانية للنسوة اللواتي أخضعن للتشخيص، خلال هذه الحملات، تأكد أنه يعاد تشخيص حوالي 20 ٪ فحسب من المصابات بالداء، وبالتالي يتم إخضاعهن للعلاج مرة واحدة. وأضافت ذات النتائج أن حملات التصوير السنوي بالأشعة لم تسهم في خفض عدد وفيات سرطان الثدي خلال متابعة 90 ألف امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 40 و59 سنة، لمدة 25 سنة، أين تبين أن النساء اللواتي يتم إخضاعهن سنويا لتصوير الثّدي بالأشعة لمدة خمس سنوات، لم يقل خطر وفاتهن من سرطان الثدي، مقارنة بأولئك النسوة اللواتي استفدن من فحوصات طبية يدوية، وبعد انقضاء مدة 25 سنة، سجلت 500 وفاة بسرطان الثدي من بين 44925 امرأة متابعة بالتصوير الدوري للثّدي بالأشعة، مقابل 505 حالة وفاة من بين 44910 امرأة لم تخضع لنفس نمط العلاج، كما بينت نتائج هذه الدراسة واسعة النطاق بأن 22 بالمائة من حالات الإصابة بالسرطان التي تم الكشف عنها في المجموعة الأولى، قد تم تكرار تشخيصها، وتم خلال عملية إعادة التشخيص اكتشاف أورام أخرى صغيرة جدا، لا تستدعي وصف علاج إضافي للمريضة. وفي سياق متصل، توصلت دراسة بريطانية أنجزت خلال عام 2012 إلى نفس النتائج تقريبا، حيث أشارت إلى الإفراط في التشخيص لدى 20 بالمائة من الحالات خلال حملات للكشف المنظم عن السرطان، وخلصت الدراسة إلى أنه لا ينبغي بتاتا وضع حد نهائي لحملات وبرامج الكشف المنظم عن سرطان الثدي، لأنها تسهم في إنقاذ العديد من الأرواح، لذا طالب الباحثون الكنديون بإعادة النظر في سياسة الصحة المتعلقة بالداء، ليشمل كل الفئات. وفي هذا الإطار، صرح الدكتور جيروم فيغيير، مدير الصحة العمومية والعلاج بالمعهد الفرنسي للسرطان، إن التشخيص المبكر لا ينحصر على فئة دون أخرى قائلا ”أن الحملات والبرامج المنظمة للكشف عن حالات السرطان قد سمحت خلال شهر سبتمبر الماضي بخفض عدد الوفيات بسرطان الثدي من 15 إلى 21 بالمائة وتجنب ما بين 150 إلى 300 وفاة من بين 100 ألف امرأة تخضع بصفة منتظمة للكشف عن الداء مدة 10 سنوات. وفي غياب دراسات وبائية بالجزائر يمكن من خلالها تحديد الفئات السكانية المصابة بهذا المرض وتحديد خصائص كل منطقة وتشخيص عوامل خطر الإصابة وتحديد وسائل الوقاية، تستدعي الجزائر سنويا النّساء البالغات 40 سنة فما فوق في إطار حملات منظمة للتشخيص عن الداء، حيث تشير التقارير إلى أرقام مروعة حول الدّاء، بتسجيل 40 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويا، بما في ذلك سرطان الثدي، وبأن 12 بالمائة من النساء المصابات بالسّرطان تقل أعمارهن عن 35 سنة، علما بأن قيمة التكفل بمريضة مصابة بسرطان الثدي بين تكاليف الجراحة والعلاج بالأشعة والأدوية تتراوح ما بين 300 ألف دينار جزائري وخمسة ملايين دينار، في حين وعلى سبيل المقارنة يستدعي الفحص المنظم منذ 2004 في فرنسا كل النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين سن 50 و74 سنة للقيام بتصوير الثدي بالأشعة كل سنتين.