أبدت الإدارة الأوكرانية الجديد استعدادها لاستئناف الحوار مع روسيا بعد التوصل إلى تشكيل الحكومة التي ستقود البلاد بعد إسقاط حكم فكتور يانوكوفيتش، فيما يدافع الإتحاد الأوروبي عن نصيبه من التعاون الإقتصادي مع كييف التي باتت على شفير أزمة سياسية حادة تهدد بتقسيم البلد. أكّدت وزارة الخارجية الأوكرانية، أمس، تمسك السلطات الجديدة في كييف بعلاقات حسن الجوار مع روسيا، وجاء فيه بيان صادر عن الوزارة استعداد أوكرانيا لاستئناف حوار ثنائي متكامل في إطار مؤسسات اللجنة الحكومية المشتركة الأوكرانية الروسية فور تشكيل الحكومة الجديدة، كما نفت الخارجية الأوكرانية ما جاء في بيان الخارجية الروسية الاثنين عن وجود تهديد للحقوق المدنية في كييف خاصة ما تعلق منها بحقوق الأقليات القومية والديانات، ودافعت الخارجية الأوكرانية عن شرعية القرارات التي اتخذها البرلمان والتي تحظى حسبها بالاعتراف من قبل العديد من الشركاء الدوليين. من جانبه دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الى إدانة تنامي النزعة العنصرية والفاشية الجديدة غرب أوكرانيا، وحث لافروف المنظمة خلال لقاء مع أمينها العام لامبيرتو زانيير على إدانة محاولات القوميين حظر اللغة الروسية في أراضي أوكرانيا، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها أمس أن لافروف دعا المنظمة إلى إدانة تنامي النزعة العنصرية والفاشية الجديدة غرب البلاد بالإضافة الى دعوات القوميين لحظر اللغة الروسية، ونزع حق المواطنة عن السكان الناطقين بالروسية، وفرض قيود على حرية التعبير، وكذا حظر الأحزاب السياسية التي لا تستهويهم، كما شدّد لافروف على أن تقدم المساعدات لأوكرانيا بعد طلب السلطات الأوكرانية الشرعية ومع احترام سيادة البلاد. وفي انتظار الإعلان عن الحكومة الجديدة في أوكرانيا يبقى الرهان الأكبر في هذا البلد هو الخروج من الباب الواسع والتوصل إلى إيجاد حلول مقنعة تضمن اجتياز كييف للأزمة الاقتصادية التي تهددها، كما تنتظر هذه الحكومة أجندة عمل مكثفة تتصدرها العديد من القضايا الهامة من أولوياتها استقرار الوضع المالي والسياسي في البلاد وعقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي إلى جانب مسألة التحقيق في جميع الجرائم المرتكبة والأهم من كل هذا وضع حد لمصير الاتفاقية التجارية مع الاتحاد الأوروبي التي كانت السبب الرئيس في تفجير موجة الغضب في أوكرانيا وقادت إلى إسقاط حكم يانوكوفيتش.