استغلال قوائم البلديات ومدراء المصانع يوزعون الاستمارات على العمال عضو مجلس دستوري يجوب باتنة لجمع التوقيعات يستغل دعاة العهدة الرابعة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بما فيها استغلال المواطنين المترددين في التوقيع، لجمع 3 ملايين توقيع، كما وعدت به الأحزاب التي ظلت تناضل منذ أشهر لتكريس أمر العهدة الرابعة، والأدهى من ذلك استغلال مؤسسات الدولة وعلى رأسها البلديات، من خلال السطو على قوائم البلديات دون علم أصحابها، رغم التعليمات الأخيرة للرئيس بوتفليقة بضرورة حياد الإدارة. كشفت مصادر متطابقة من بعض الولايات عن عديد التجاوزات في ما يتعلق بتجميع توقيعات المواطنين تحسبا لإيداع الرئيس بوتفليقة، ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري للفصل في قائمة متسابقي قصر المرادية، وقال رئيس بلدية في اتصال مع ”الفجر” أن قيادة حزبه أرسلت له الاستمارات لجمع التوقيعات، حيث سيتم ملئها من القوائم الموجودة على مستوى البلدية، حيث يكفي الاسم واللقب ورقم بطاقة التعريف، ما يطرح السؤال إن كانت مصالح وزير العدل الطيب بلعيز، على علم بهذه التجاوزات. وأفادت مصادر أن الأمر لا يتعلق فقط بالبلديات احد أهم المؤسسات الفاعلة في الانتخابات، كون الإدارة هي من تشرف عليها في ظل رفض السلطة مطالب المعارضة بتمكين هيئة مستلقة من الإشراف عليها، حيث انخرطت في العملية مؤسسات عمومية أخرى، كنفطال والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وحتى بعض النقابات التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، التي وزعت الاستمارات على موظفيها، وحسب ما نقلته مصادر من ولاية باتنة، فان الأمر وصل إلى درجة نزول عضو مجلس دستوري إلى عاصمة الاوراس، لجمع التوقيعات بالتعاون مع احد الاميار، ضاربا بمصداقية الهيئة التي تتولى الفصل في ملفات المترشحين، عرض الحائط. وسجل رجال المال والأعمال ممن يملكون مصانع ومستثمرات، حضورهم القوي، من خلال جمع توقيعات عمالهم، وخطف أصحاب الشكارة في الأفالان بتبسة وعنابة، الأضواء في عمليات تجميع التوقيعات، وبعيدا عن المؤسسات العمومية، وجد عدد من الموظفين المؤسسات الخاصة أنفسهم مجبرين على التوقيع خوفا من الفصل من مناصبهم، حيث وزع عليهم مدراء المؤسسات العمومية والخاصة الاستمارات للتوقيع. وذكرت مصادرنا أن الأحزاب التي تستميت في الدفاع عن ترشح بوتفليقة، لم تجد صعوبة في تجميع النصاب القانوني وما يفوق من منتخبيها، لكن الأمر كان صعبا للمواطنين، خاصة وأن الأمر يتعلق ب3 ملايين، ولو كان الرئيس يطل على الجزائريين ومتأكدون أنه يرغب في الترشح لكان الأمر أسهل، لكن غيابه وإعلان ترشحه بالوكالة أخلط حسابات البعض لحد بعيد. فاطمة الزهراء حمادي ”تحرك نوعي” يحفظ ماء الوجه لمعارضة الصالونات 4.3 مليون فايسبوكي جزائري يربكون أصحاب ”الرابعة” برز ”حزب التواصل الاجتماعي” كفاعل سياسي قبيل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، هزم تشكيلات حزبية سواء من مشارب المعارضة أو الموالاة، والتي أخفقت في لعب دور تعبوي يقنع المواطنين بالمقاطعة أو المشاركة، في أهم استحقاق رئاسي أربك جبهة العهدة الرابعة. وسارعت أحزاب من محيط الرئيس قبل أيام، إلى أسلوب ”المواجهة المضادة” لناشطي الفايسبوك، الذين يقدر عددهم وفق إحصائيات حديثة 4.3 مليون جزائري، وجدوا ضالتهم في موقع التواصل الاجتماعي ”للنضال” ضد إعادة ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة، وحينما تأمر قيادة الأفالان محافظاتها الولائية بإنشاء خلية خاصة للرد على انتقادات نشطاء التواصل الاجتماعي، فإن ”الجهاز النظام” يكون قد استشعر الخطر القادم منهم في إفقاد ما تبقى من شهية الناخبين لانتخابات يعتبرها ملاحظون ”الأسوأ في تاريخ الجزائر” من حيث المصداقية، بينما لم تورد جبهة التحرير الوطني طبيعة أسلوب الرد، خصوصا وأنهم أمام أفراد مستقلين غالبيتهم العظمى ”بلا انتماء حزبي”. وبينما يعد حزب ”تاج” لزعيمه عمار غول، أكثر الناشطين فايسبوكيا، يتلقى سيلا جارفا من الانتقادات اللاذعة بمجرد وضع صور أو تعليقات لرئيس الجمهورية وانجازاته عقب الإعلان عن ترشح بوتفليقة، على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال. ولم تقتصر تعرية النشطاء الفايسبوكيون لأحزاب الموالاة التي فشلت إلى حد الآن في التسويق لصورة الرئيس الذي يطالب الشارع برؤيته عاجلا يتلو رسالة ترشحه على التلفزيون بدلا من تفويض بالوكالة، بل المعارضة المتخذة من الصالونات الفارهة ووسائل الإعلام فسحة لمقاطعة الاستحقاق الرئاسي، فضلوا خيار الانسحاب من الساحة السياسية التي فشلوا في تعبئتها لصالح أجندتها الحزبية، لولا بعض قادتها الذين يفضلون التعليق على بعض الأحداث عبر جدارهم الخاص، بدليل أن دعوة الخروج إلى الشارع السبت الماضي، انطلقت عبر صفحات الفايسبوك لناشطين مستقلين، ولم تنبع من أفواه تشكيلات سياسية، ما يؤكد أن ”السلطة نجحت في تصحير الساحة السياسية منذ 99”، بعد تعديل الدستور وإلهاء الأحزاب بالحركات التصحيحية والتقويمية مثلما أشاع عمار سعداني، قبل فترة. وتثار مخاوف حقوقية من أن يأخذ أسلوب المواجهة المضادة، اتجاه التضحية ب”كبش فداء” تطال معارضين عبر الفايسبوك وتويتر، حتى يتم كبح جماح انتقادات ترفض تحول الجزائر إلى مسخرة، فقد احتجز قبل أشهر مدون جزائري بتهم تتعلق بالإرهاب والتشهير، عقب نشره صورا ورسوما كاريكاتورية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عبر حسابه الخاص.