كشف رئيس جمعية إعانة المصابين مرضى ارتفاع الضغط الشرياني لولاية الجزائر خير الدين مخبي أنه تم تسجيل أكثر من 7 ملايين مصاب بداء ارتفاع ضغط الشرايين، حيث يمثل نسبة 58 بالمائة من النسبة الإجمالية للوفيات سنويا في الجزائر، وهي بذلك تتعدى نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات التي تسجلها طرقاتنا يوميا. ويرجع ذلك حسب نفس المتحدث إلى القلق والتوتر الذي يعيشه الجزائري يوميا، وهو ما يعني أن هذا المرض في تزايد مستمر ولا يعيره أغلب المواطنين بالا، إذ يتم إكتشاف الإصابة غالبا بالصدفة، ما يستدعي تكثيف حملات التوعية والتحسيس والوقاية وضرورة استحداث إستراتيجية للتكفل بأمراض ضغط الدم، الشرايين والقلب، وذلك بالتركيز على الوقاية من العوامل التي تشكل خطرا كبيرا. للعلم أن داء ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي إذا ترك دون سيطرة كما يمكن أن يسبب العمي وعدم انتظام ضربات القلب وقصور القلب.وأكد مخبي في تصريح خص به ”الفجر” أنه بحلول عام 2030 وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية أنه سيصيب نحو23.6 مليون نسمة عبر العالم ويزداد احتمال حدوث هذه المضاعفات في حالة وجود أي من عوامل الخطر الأخرى المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل داء السكري. بيد أنه يمكن الوقاية والعلاج من ارتفاع ضغط الدم، عن طريق خفض مقدار الملح وإتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام مع الحفاظ على وزن صحي للجسم. وأكد خير الدين مخبي أن 7 افريل الذي يصادف الإحتفال باليوم العالمي للصحة هو مناسبة لخفض معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عبر العالم وبالجزائر بصفة خاصة عن طريق تشجيع البالغين على فحص ضغط دمهم وإتباع نصائح الأخصائيين. أمراض القلب السبب الأول للوفيات في الجزائر قال خير الدين مخبي أن آخر الإحصائيات تؤكد أن أمراض ضغط الدم، القلب والشرايين تُعد السبب الرئيسي للوفيات بالجزائر، وهي مسئولة عن كل وفاة من بين أربعة. ويرجع إرتفاع عدد الإصابات لمرضى الضغط الدموي الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض القلب في الجزائر إلى التدخين وقلة الحركة، وكذا الاستهلاك المفرط للملح والسكر والتغذية غير السليمة. وعادة ما لا تظهر أي أعراض لمرض الضغط والقلب إلاّ في مراحل متأخرة من المرض، لذا ينصح الأطباء في الجزائر بإجراء فحص دوري لضغطهم وللقلب أيضا لدى الطبيب والتأكد من كفاءته على الأقل مرة واحدة في السنة، وقد يكون الشخص مصابًا بأزمة قلبية إذا شعر بألم شديد بالصدر، ينتقل هذا الألم إلى العديد من أعضاء الجسم مثل الذراع والمرفق والكتف والظهر، وقد يشعر المريض كذلك بصعوبة في التنفس والعرق الشديد، وكذا الشعور بألم في المعدة، القيء والدوار. تفشي البدانة بين الجزائريين وراء انتشار أمراض ضغط الدم أثقلت مشكلة البدانة عاتق الصحة العمومية في الجزائر على غرار أغلب دول العالم، حيث طالت هذه المشكلة العصرية 50 بالمائة من الجزائريين الذين أصيبوا بالسمنة المفرطة، نظرا لتبعاتها ومضاعفاتها الصحية الخطيرة باعتبارها تمهد للإصابة بمختلف الأمراض المزمنة وعلى رأسها ضغط الدم وأمراض القلب، وقد انتشرت البدانة بين الجزائريين في العشرية الأخيرة بشكل مذهل وطالت حتى الأطفال والرضع بسبب تغيير المواطن الجزائري نمط حياته وطبيعة غذائه خلال السنوات الأخيرة ؛ بحيث أضحى يستهلك القليل من الخضروات والكثير من السكريات والمشروبات الغازية.