انتقل، إلى رحمة الله أول أمس الخميس، العلامة الدكتور أحمد إدريس عبده عن عمر ناهز الثمانين عاما، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وبالمعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية في دائرة التلاغمة بميلة، وهذا بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة بعد صراع طويل مع المرض، المرحوم الذي يعتبر مرجعا في أصول الفقه وأحد رجالات الإسلام المعتدل دفن أمس الجمعة بمقبرة التلاغمة في ولاية ميلة مقر سكناه. هاجر العلامة إلى الجزائر رفقة عائلته في تسعينيات القرن الماضي قادما من إثيوبيا واستقر في دائرة التلاغمة بولاية ميلة. تعود أصول العلامة الراحل إلى إثيوبيا من منطقة أوغادين، درس أصول الفقه في الستينيات بجامع الأزهر الشريف على يد الشيخ العلامة أبي زهرة، المرحوم تخرج في نفس دفعة الدكتور يوسف القرضاوي. درّس الشيخ إدريس في التعليم بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وفي المعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية بالتلاغمة، إلى أن تقاعد، حيث استمرت إقامته في التلاغمة بميلة، وقد عاصر الشيخ عددا من مشايخ التلاغمة المعروفين على رأسهم الإمام الراحل احميدة قرايطي المعروف ب”سي احميدة “، وشكل الرجلان ثنائيا من أعيان المنطقة وحظيا بالتقدير والاحترام من الجميع، حيث عرف الشيخ بين سكان التلاغمة بحسن سيرته وخلقه وورعه وكان مقصد لجميع السكان إذا تعلق الأمر بأمور الدين والفتوى الشرعية. وللشيخ رحمة الله عليه العديد المؤلفات منها فقه المعاملات على مذهب الإمام مالك، وفقه الصلاة على مذهب إمام الهجرة، كما ترك عديد الفتاوى في أصول الفقه.