طغى حدث الانتخابات الجزائرية أمس على أغلب أعمدة الصحف والمواقع الإخبارية العالمية لا سيما العربية منها، والتي تنبأ معظمها بفوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة، كما اتفق معظم هذه الصحف والمواقع على وصفها بانتخابات مثيرة للجدل تخشى فيها السلطة انزلاقا أمنيا وتحذر فيها المعارضة من التزوير. تناولت أعرق الصحف الأمريكية، ”واشنطن بوست” الحدث على موقعها: ”الجزائريون يشرعون أفواجا أفواجا في انتخاب رئيس هذه الأمّة الشمال إفريقية الغنيّة بالنّفط والتي ينتظر أن يفوز فيها الرئيس المريض والمنتهية ولايته بعهدة رابعة”. وكتبت النيويورك تايمز مقالا بعنوان: ”عدم رضى لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة” وأضافت أنه رغم الدليل البديهي بحالته الصحية الحرجة، صمّم الرئيس بوتفليقة (77 سنة) المضي في رئاسة الجزائر لعهدة رابعة، الأمر الذي أدى بالحزب الإسلامي المنحل إلى الدعوة لمقاطعة هذه الانتخابات. ونشر ”موقع الديلي ميل” الانجليزية نقلا عن وكالة ”أسوشيتد برس” الأمريكية، مقالا بعنوان ”أمور مهمة ينبغي معرفتها عن الانتخابات الجزائرية” قالت فيه ”أن الجزائريين سيشرعون يوم الخميس في انتخاب رئيس دولتهم الغنية بالنّفط. وأشارت إلى أن الجزائر تعدّ حليفا مهما للأمريكان في محاربتهم ضد الإرهاب، وممونا رئيسيا لأوروبا بالغاز الطبيعي. وأضافت، ينتظر الجميع أن يفوز الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بهذه الانتخابات رغم مرضه الذي أقعده وحال دون قيامه بحملته الانتخابية” وختمت أنه في حال فوز الرئيس، هناك شكوك حول قدرته على حكم البلاد لخمس سنوات أخرى. وأن هذه الانشغالات تتزايد مع التحديات الاقتصادية التي تواجهها الجزائر والخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية الرابضة في جنوب البلاد”. وبخصوص الصحافة الفرنسية، كتبت صحيفة لومند: ”في الجزائر، بوتفليقة في مركز جيد للظفر بعهدة رابعة. وعلى موقعها الالكتروني كتبت لومند ”بوتفليقة يدلي بصوته على كرسي متحرّك” وأضافت أن الرئيس المنتهية ولايته، والذي أنهكه المرض خرج أمام الملأ لأول مرة منذ سنتين. كما خصّصت لومند ركنا في موقعها للنّاخبين المتواجدين في الجزائر بأن يصفوا كيف كان يومهم الانتخابي ويقاسموا الآخرين تجاربهم. وعن الحدث، كتبت زميلتها ”ليبيراسيون” مقالا تحت عنوان ”رئاسيات الجزائر، الخوف من اليوم الموالي” وفي موقعها الالكتروني نشرت ربورتاجا بعنوان: ”رحلة إلى الجزائر، البلد الذي ضيّع كل تجاربه” أشار فيه كاتبه إلى أنه التقى معارضي الرئيس وأتباعه، فضلا عن شباب يمثلون المجتمع المدني في جزائر مقسّمة، في كلّ من الجزائر وقسنطينة ووهران، في الوقت الذي ينتظر فيه إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. كما لم يفوّت الموقع الالكتروني للصحيفة خبر تصويت الرئيس على كرسي متحرّك. وفي السياق تناولت الصحافة العربية الحدث في صفحاتها الرئيسية، حيث أصدرت الأهرام اليومي مقالها بعنوان ”الجزائريون يختارون رئيسهم اليوم وسط منافسة حادة بين 6 مرشحين ورقابة إقليمية ودولية”. وكتبت المصري اليوم مقالا بعنوان: ”الجزائر: انتخابات رئاسية دون مفاجآت” قالت فيه: ”أصبحت انتخابات الرئاسة مظهرا جديدا لمدى التشتت والانقسام الذي تعانيه الساحة السياسية الجزائرية، ففي الوقت الذي دعا فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التصويت بكثافة في صناديق الاقتراع”. وكتبت الأهرام مقالا عنونته: ”الجزائريون يختارون رئيسهم اليوم وسط منافسة حادة بين 6 مرشحين ورقابة إقليمية ودولية”، تمثلها ”الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، وسيحدد الناخبون في هذه الانتخابات اسم رئيسهم المقبل وذلك بعد أن اكتملت جميع الاستعدادات والتحضيرات لهذه الانتخابات التى توصف بأنها مهمة ومصيرية فى تاريخ الجزائر الحديث”. وكتبت الشرق الأوسط مقالا بعنوان: ”الجزائر تنتخب.. و”التلاعب” والأمن أهم المخاوف” وأضافت قائلة: ”ينتخب الجزائريون اليوم رئيسهم الجديد، في اقتراع يجري تحت حراسة أمنية مشددة، ومنافسة بين عبد العزيز بوتفليقة الأوفر حظا لولاية رابعة، وخمسة مرشحين آخرين أبرزهم علي بن فليس الذي حذر مرارا من التزوير”.