أولت الصحف الدولية اهتماما خاصا بالحدث الأبرز في الجزائر، بتنظيم الانتخابات الرئاسية الخامسة من نوعها في تاريخ الجزائر، منذ إقرار التعددية سنة 1989. وعكس التواجد المكثف لمبعوثي ومراسلي مختلف وسائل الإعلام الدولية المرئية والمسموعة والمكتوبة درجة هذه الأهمية، والذين قدموا من مختلف بلدان وقارات العالم. يذكر أن 229 صحفيا أجنبيا معتمدا يمثلون 200 وسيلة إعلامية من 24 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا والصين وأستراليا ودول عربية، حضروا إلى الجزائر لتغطية هذا الموعد بما يؤكد مدى الأهمية التي أولاها الإعلام الدولي لهذا الحدث الحاسم.
الصحف المصرية: الاستقرار هاجس الجزائريين وأبرزت الصحف المصرية، بكثير من الاهتمام، الانتخابات الرئاسية وأكدت أن هذا الاستحقاق جرى في جوّ تنافسي بين المترشحين وسط متابعة دولية من خلال ملاحظين يمثّلون مختلف المنظمات الاقليمية والدولية. وخصّصت صحيفة "الأهرام"، أكبر الصحف المصرية، صفحة كاملة لانتخابات أمس وأكدت تحت عنوان "الجزائريون يختارون رئيسهم اليوم وسط منافسة حادة بين 6 مرشحين وملاحظة إقليمة ودولية"، أنّ الناخبين الجزائريين "توجّهوا إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم القادم، وأبرزهم عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه علي بن فليس ولويزة حنون وسط أجواء تنافسية ومعاينة ملاحظين عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الافريقي". وأشارت إلى أنّ الانتخابات جرت في جو اكتملت فيه جميع الاستعدادات والتحضيرات لاستحقاق اعتبره الجزائريون "مهما ومصيريا فى تاريخ الجزائر الحديث"، ولفتت إلى دعوات المرشحين للجزائريين إلى المشاركة بقوة باعتباره واجبا وحقا من حقوق المواطنة، كما أبرزت تصريحات وزير الداخلية بشأن الظروف الجيدة التي جرت فيها الحملة الانتخابية وكذا تأكيده من على اجراء الانتخابات في جو الشفافية وفي ظل حيادية الادارة ولفتت في هذا الصدد إلى إعلان ثلاثة مرشحين.. تشكيل "تحالف" للعمل معا لمراقبة عملية الاقتراع الرئاسي. ولفتت "الاهرام" إلى توقّعات مراقبين سياسيين بأن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات مرضية، وذكّرت في هذا السياق بتصريح رئيس بعثة ملاحظي جامعة الدول العربية، محمد صبيح، الذي أعرب عن تفاؤل أعضاء البعثة بأن الموعد الانتخابى سيقودهم إلى "عرس ديمقراطي"، مضيفا "نحن متفائلون بأنّ نتائج الانتخابات الرئاسية ستحظى برضا الشعب الجزائري". ومن جهتها، أبرزت صحيفة "اليوم السابع" المستقلة عبر موقعها الالكتروني التعبئة الحزبية الكبيرة التي سبقت هذا الموعد الانتخابي والتحضيرات المادية لاتمامه في جو ملؤه الأمن والاستقرار. ونقلت الصحيفة تحاليل لمراقبين سياسيين أكدوا أن أغلب الناخبين الجزائريين سيوجههم البحث عن الاستقرار ومواجهة مخططات قوى أجنبية تستهدف ضرب استقرار وأمن بلدهم. أما صحيفة "المصري اليوم" المستقلة فقد تناولت الانتخابات وجو المنافسة بين المترشحين وكذا الرهانات المطروحة، حيث أشارت إلى أن الاسلاميين غابوا لأول مرة عن المشهد خلال هذه الانتخابات الرئاسية ولم يقدموا أي مرشح عنهم بعد أن شكلوا القوة السياسية الاولى في البلاد منذ إقرار التعددية الحزبية. وأرجعت الصحيفة هذا الغياب إلى الفشل الذي منيت به أحزاب إسلامية في "دول الربيع العربي" ولتراجع شعبية الاحزاب الاسلامية في الجزائر بعد أحداث "العشرية السوداء".
وكالة الأنباء الفرنسية: بوتفليقة سيعاد انتخابه ومن جهتها، أولت وكالة الأنباء الفرنسية اهتماما خاصا بالموعد الانتخابي وتكهنت بأن النتيجة النهائية لهذه الانتخابات لن تحمل أية مفاجآت بقناعة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستتم إعادة انتخابه لعهدة رابعة. وأضافت أن الصحف الجزائرية التي بدت مترددة في التكهن بنتيجة الانتخابات في بداية الحملة الانتخابية اقتنعت أخيرا أن الرئيس بوتفليقة سيفوز بعهدة رابعة. واستندت في بعض مقالاتها على ما كتبته بعض الصحف المحلية وقالت إن "المناورات السياسية" ستبدأ بعد موعد 17 أفريل. وأضافت أن نسبة المشاركة تبقى الرهان الأكبر بالنظر إلى النسبة التي سجلت في انتخابات سنة 2009 وعرفت مشاركة 74,11 بالمئة. كما نقلت في ربورتاج أنجزته عن سكان بلدية الرايس بالضاحية الجنوبية والتي تعرضت لأبشع عملية اغتيال جماعي شهر أوت سنة 1995 أنهم يريدون التصويت من أجل الاستقرار والأمن. وأضافت أن ناخبا في عقده السادس كان في طابور من أجل الإدلاء بصوته، أكد أن السلم بالنسبة له أفضل من أية ثروة أخرى.