احتلت الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الخميس حيزا من اهتمامات الصحف العربية والدولية، حيث تناولتها بالرأي والتحليل وبالتغطيات الإخبارية عبر شبكة المراسلين المتواجدين في الجزائر منذ أيام. * وركزت معظم الصحف في تناولها لحدث الانتخابات الجزائرية التي دعي إليها على الأجواء المصاحبة للعملية الانتخابية وخاصة الوضعين الأمني والمعيشي للمواطن، وأجمعت على أن الرهان الأكبر هذه المرة يكمن في نسبة التصويت ومدى إقبال الجزائريين على صناديق الاقتراع، باعتبار أن النتيجة محسومة مسبقا لصالح المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة "72 عاما". * * صحافة الملك وهاجس الصحراء الغربية * وتناولت الصحف المغربية الانتخابات الجزائرية من منظور قضية الصحراء الغربية، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "المساء" رأي أحد الخبراء المغربيين والذي استبعد حدوث تغيير في الموقف الجزائري بعد التاسع من أفريل من مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب، مشيرا إلى أن مجلس الأمن يستعد لإجراء مشاروات حول الصحراء المغربية يومي 21 و30 من الشهر الجاري. * وبدورها "القدس العربي" الصادرة في لندن أشارت إلى الإجراءات الأمنية التي وضعتها لتأمين العملية الانتخابية ومن بينها تعميم استخدام أجهزة كشف المتفجرات على كامل حواجز الأمن التي تطوق مداخل ومخارج العاصمة والولايات المجاورة لها.. * أما صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية فقد ركزت في تغطيتها أيضا على الاستعدادات الأمنية، وكتبت تقول في تقريرها إن "قوات الأمن الجزائرية كثفت من تواجدها بالعاصمة والمدن الكبرى مع تشديد الحراسة على المرافق والمنشآت الحيوية كالبنوك والسفارات الأجنبية، إلى جانب تسيير الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة". وذكرت "الأهرام" أيضا أن 200 مراقب دولي حضروا سير العملية الانتخابية وتنقلوا إلى مختلف الولايات. * في حين ربطت "المصري اليوم" المعارضة في مقال بين الانتخابات الجزائرية ونظيرتها التونسية، وقالت إن العامل المشترك بين الاثنين هو "دعوات المعارضة المتصاعدة لمقاطعة عمليات التصويت.." * * "من يوالي ومن يقاطع" * صحيفة "النهار" اللبنانية التي تطرقت إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية في مقال مطول بعنوان "من يوالي ومن يقاطع"، كتبت تقول إن "مشكلة النظام الجزائري أنه لم يجد مرشحين ينافسون الرئيس بوتفليقة يتمتعون بوزن سياسي في البلاد حتى يتم إضفاء نوع من الصدقية على ديكور الانتخابات الرئاسية. وثالياً قسم كبير من الرأي العام الجزائري يعتبرها نوعا من الإجراء الشكلي لاستمرار بوتفليقة ولاية ثالثة، في ظل غياب مرشحي أحزاب المعارضة التي تتمتع بحضور شعبي وسياسي وازن في الجزائر.." * وبدورها "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن ذكرت في تغطيتها من مراسلها بالجزائر أن شركات أجنبية كبرى تعمل في الجزائر حجزت مساحات إعلانية في الصحف لتهنئة الرئيس بوتفليقة بالفوز قبل صدور النتائج.." * وتطرقت "الحياة" اللندنية أيضا بالتفصيل إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الخميس، حيث أوردت تقريرها المعنون ب "إجراءات أمنية مشددة عشية انتخابات التجديد لبوتفليقة" بمقال حول الرؤساء الثمانية الذين توالوا على الرئاسة في الجزائر منذ الاستقلال.. * ومن جانبها كتبت مجلة "جون أفريك" في موقعها على شبكة الانترنت تقول إن عبد العزيز بوتفليقة يبحث عن فوز ب "أغلبية ساحقة". ونقلت المجلة عن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني تأكيده على أن السلطات وضعت ضمانات ل "نزاهة وشفافية ومصداقية" العملية الانتخابية. * * الصحافة الفرنسية والتركيز على الوجه البائس للجزائريين * ومن جهة أخرى، استحوذت الانتخابات الرئاسية في بلادنا على اهتمامات بعض الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية مع حرص إبداء ما أسمته الوجه الاجتماعي البائس للجزائريين. فقد ركزت صحيفة "لوموند" على الروبورتاجات في تناولها للحدث، ونقلت آراء بعض الشباب حول هذه الانتخابات التي بدت متفاوتة بين من يقاطع ومن يصّر على الانتخاب. كما ركزت الصحيفة على منطقة القبائل وأشارت إلى موقف سعيد سعدي، زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. * أما جريدة "لوفيغارو" المقربة من الرئيس نيكولا ساركوزي فقد كتب مبعوثها إلى الجزائر تقريرا بعنوان "النصر المعلن لبوتفليقة"، قال فيه إن المترشحين إلى جانب عبد العزيز بوتفليقة غير معروفين لدى الرأي العام الجزائري ما عدا لويزة حنون. وركزت تغطية "لوفيغارو" على الواقع المعيشي للجزائريين وقالت إن معظمهم يعاني صعوبات وذكرت بأزمة البطاطا التي ارتفع سعرها الأيام الماضية إلى 100 دج، غير أن هذه الصحيفة الفرنسية اعترفت بأن الوضع الأمني تحسن كثيرا في الجزائر مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث وضع آلاف الإرهابيين أسلحتهم في إطار المصالحة الوطنية التي وضعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي رأي الصحيفة فإن "قاعدة المغرب الإسلامي" تبقى تهديدا، ولذلك فقد وضعت قوات الأمن في حالة تأهب تفاديا لأي عملية انتحارية قد ينفذها هذا التنظيم خلال العملية الانتخابية..