واصلت الصحافة الدولية انتقاد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة رابعة في الانتخابات الرئاسية القادمة، كما أعلن ذلك الوزير الأول عبد المالك سلال منذ يومين. واستمرت تساؤلات أغلب الصحف حول مدى قدرة الرئيس بوتفليقة، الذي عاد من العلاج مؤخرا، على ممارسة مهامه في وضع إقليمي صعب، الأمر الذي يجزم أن الرئيس بوتفليقة أن دخل سباق المرادية مجددا، فهو لا يحظى بدعم دولي، عكس ما كان خلال عهدته الرئاسية الثانية 2004 ثم الثالثة في 2009. تفيد التعليقات والتحليلات المتواصلة في الصحافة الدولية على اختلاف توجهاتها، بشأن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، أن هذا الأخير لا يحظى بدعم دولي على غرار ترشحه في العهدة الثانية 2004 ثم الثالثة في 2009، إذ لا يزال إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال بدخول بوتفليقة السباق يصنع الحدث في التلفزيونات والصحف الدولية، وفي هذا الصدد، قالت ال”بي بي سي” إن ”بوتفليقة يريد أن يخلف نفسه”. وانتقدت غالبية الصحف والإذاعات الفرنسية ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات القادمة، وأجمعت على أن ”الترشح جاء بعد ترويج محيطه على أن الرئيس بوتفليقة هو الضامن الوحيد لاستقرار الجزائر”، متسائلة ”كيف له أن يضمن هذا الاستقرار وحالته الصحية حرجة منذ عودته من مستشفى فال دوغراس الذي دخله إثر وعكة صحية في أفريل الماضي”، ونقل موقع إذاعة ”مونتي كارلو” بعنوان ”هل حسم الصراع بترشح بوتفليقة؟”، أن إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال أثار حملة من الإحباط لدى الجزائريين، وأكدت ”مونتي كارلو” أن الجانب الفرنسي لا يساند بالإجماع ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، وأن بعض أوساط اليمين الفرنسي تعتقد أن بوتفليقة لم يعد قادرا على الحكم، فيما قالت جريدة ”لوباريزيان” في تعليق لها، إن ترشح بوتفليقة، لعهدة رابعة، يغلق مجال التنافس في الانتخابات الرئاسية القادمة. ونقلت وكالة ”أسوشيتيد برس” الأمريكية، أن إعلان ترشح بوتفليقة أغلق ملف الرئاسيات بالجزائر، وتساءلت إن كان بوتفليقة ما زال يحقق التوافق أمام الخلافات الحاصلة في جبهة التحرير الوطني، بين جناح مساند لبوتفليقة بقيادة عمار سعداني، وآخر معارض له. وبعنوان ”ترشح بوتفليقة يصدم الجزائريين”، وصفت صحيفة القدس العربي، طريقة إعلان ترشح بوتفليقة من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي يشغل أيضا منصب رئيس لجنة تحضير الرئاسيات، ب”العرجاء”. وفي نفس السياق، أشارت الجريدة الإلكترونية ”إيلاف”، إلى أن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، هو تكريس للجمود الذي تعرفه الجزائر، في إشارة إلى تعطل مصالح الجزائر منذ تعرض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية في أفريل الماضي. وأوضحت جريدة البيان الإماراتية، أن ترشح بوتفليقة، أغلق باب اللعبة الانتخابية. وعلقت عدد من الصحف الخليجية، أن ”بوتفليقة يتجه ليكون رئيسا مدى الحياة في سابقة أولى من التاريخ السياسي للجزائر”. وتشير هذه التعليقات والتحليلات إلى أن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، لا يحظى بدعم دولي، عكس ما كان خلال ترشحه للعهدة الثانية في رئاسيات 2004، ثم الولاية الثالثة في رئاسيات 2009.