قالت الممثلة المسرحية الجزائرية سعاد جناتي، إنّ الركود الذي عرفته المونودراما في الجزائر بدأ يأخذ أبعادا أخرى تسير شيئا فشيئا نحو الأحسن، بفضل الممثلين الشبان الذي أبانوا عن رغبة كثيرة في العمل. واعتبرت بأنّ الدعم المادي يموت أمام الرغبة والإصرار على إثبات وجودك في الساحة المسرحية خصوصا. أشارت الممثلة المسرحية سعاد جناتي، زوجة المخرج هشام بوسهلة، في حديث جمعها ب”الفجر”، إلى أنّ شجاعة الممثلين المسرحيين الشبان في الجزائر، لاسيما الموهوبين، جعلتهم يتخطون صعاب المهرجانات ويفرضون أنفسهم من خلال أعمل قيمة ومميزة، نالت إعجاب النقاد المسرحيين الجزائريين والعرب عموما، ما جعلهم يعطون انطباعا جيدا على حال المونودراما الجزائرية التي كانت لا تطمئن بينما أخذت اليوم في التحسن والتطور. وأضافت المتحدثة سعاد، أو ”مايا”، أنّ التحول الإيجابي الذي يشهده هذا النوع المسرحي يعود أيضا إلى الجرأة في طرح ومعالجة القضايا ومختلف المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجزائري بهدف إبراز أنّ الشباب قوة في المسرح ولا ينكرها أحد، يمكنها أن تفعل الكثير لو تتاح لها الإمكانيات المادية والتكوين وغيرها من العناصر المحفزة والمشجعة على الأداء والعمل. وأكدّت المتحدثة سعاد في السياق بأنّ الدعم المالي رغم أهميته الكبيرة إلا أنّه بالنسبة لها وحسب تجربتها لا يشكل أبدا عائقا ويموت أمام الرغبة والإصرار على إثبات الوجود، حيث تراه حافزا لا عائقا يحدّ من طموحاتها. مشددة في السياق ذاته أنّ على الفنان الذي يريد النجاح ألا ينتظر الدعم وفقط، بل عليه تقديم مسرحيات جيدة ومميزة على كافة النواحي وهي التي تجعل اسمه بارزا في الساحة الفنية، كما تفرض بطريقة غير مباشرة على السلطات القائمة على الشأن الفني دعمه ماديا ومعنويا. وهذا ما تعتبره سعاد جناتي مساعدة تلقائية يفرضها العمل المهم والجيد. من جهة أخرى كشفت المتحدثة سعاد عن عمل مسرحي مونودرامي جديد يجمعها قريبا، رفقة زوجها المخرج هشام بوسهلة الهواري الذي أخرج وكتب نص ”مايا”، بعنوان ”ميرة”. ولم تكشف سعاد عن تفاصيل العمل باعتبار أنّ النص لايزال طور الكتابة. وفي سياق ذي صلة أوضحت سعاد أنّها لم تجد صعوبة كبيرة في مواجهة الجمهور العربي أثناء تقديم عرضها ”مايا”، الذي طرح الكثير من المشاكل التي يتخبط فيها الشباب الجزائري والعربي على حد سواء، فيما أخذت على عاتقها رهان تحقيق معادلة المسرح الجزائري صانع المعجزات في زمن عبد القادر علولة وعزالدين مجوبي وصونيا ومن قبل هؤلاء ولد عبد الرحمن كاكي وكاتب يسين وآخرون، ونجحت في تثمين مجهودها وأدائها الذي جابت به ربوع الوطن وشاركت فيه سابقا ضمن مهرجان المونودراما في مراكش بالمغرب. كاشفة أنّها ليست خريجة معهد برج الكيفان في الجزائر العاصمة، ولكنها صاحبة موهبة ساعدها على صقلها تخصصها الجامعي في الأدب الفرنسي وأعمال موليير، إلى جانب دعم زوجها المخرج والمؤلف المسرحي هشام بوسهلة.