أكد رئيس الوزراء البريطاني سابقا، توني بلير، أن الجزائر بعيدة عما يعرف برياح الربيع العربي التي ضربت استقرار العديد من الدول، بدءا من تونس، لأنها عاشت مرارة مأساة الإرهاب خلال العشرية السوداء بسبب ظاهرة الاسلام المتطرف. وخلال ندوة تمركزت أساسا حول أخطار الإسلام المتطرف، تحت عنوان لماذا يعتبر الشرق الأوسط مهما، أوضح ممثل الرباعية الدولية في أجل الشرق الأوسط، أن الجزائر في منأى عن تأثيرات أحداث الربيع العربي الذي ضرب عديد الدول، لأنها شهدت نزاعا سببه الإسلام المتطرف الذي تسبب في آلاف القتلى، في إشارة منه إلى العشرية السوداء التي شهدتها البلاد خلال تسعينيات القرن الماضي، معتبرا أن الإسلام المتطرف هو أكبر تهديد في بداية القرن ال21، وقال إن التفسير المتطرف والسياسي للإسلام الذي يحرف الوجه الحقيقي لهذا الدين هو السبب في العنف الإسلاموي. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني السابق، أن الحركات التي تدعو إلى الإسلام المتطرف لا تتلاءم مع الديمقراطية التي تقوم على الحوار واحترام رأي الآخر والتداول على السلطة، وتابع بأن الإسلام المتطرف مناقض للعالم المعاصر القائم على ”التبادل والتعددية والتفاعل”، مشيرا إلى أنه من الممكن إيجاد رد دولي للإسلام المتطرف، لأن الأقطاب الثلاثة الرئيسية للنظام الدولي، الغرب وروسيا والصين، مهددة حسبه بهذه الظاهرة، داعيا إلى العمل بالتعاون مع البلدان المسلمة ”على إصلاح معمق لبرامج التعليم في هذه البلدان، مع إعطاء مكانة اكبر لحقوق الإنسان والتفتح على الآخرين”. من جهة أخرى، عبر توني بلير، عن أسفه للوضع السائد في ليبيا، واصفا إياه بالفوضى التي تضرب استقرار كل ما يحيط بها باستثناء الجزائر.