ينظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات، جامعة الحاج لخضر بباتنة، الملتقى الوطني الأول حول واقع الإبداع الشعري النسوي الجزائري يومي 24 و25 نوفمبر القادم. وقد دعت اللجنة العلمية المنظمة الأساتذة والباحثين في المحاور المقترحة لطبعة هذا العام دعوة من أجل المشاركة في هذا الملتقى، الذي سيسلط الضوء على واقع الإبداع الشعبي النسوي الجزائري. وتوضح ديباجية الملتقى أنّ إشكالية هذه التظاهرة ستحاول أن تقدم مفاهيم الشعر فقد ساد في عرف الثقافة العالمية والعربية أن ”المرأة معنى والرجل لفظ”، لأن اللغة من صنع الرجل، والمرأة موضوع لغوي وليست ذاتا لغوية، وهو ما روجت له مختلف الثقافات العالمية، وجاء تأنيث الخطاب الشعري العربي بإخراجه من النسق العمودي الفحولي المهيمن إلى القصيدة الحرة التي تعد بمثابة تكسير لعمود الفحولة والتأسيس لنسق شعري أنثوي مع قصيدة ”الكوليرا” لنازك الملائكة. أما المشهد الثقافي الجزائري في العصر الحديث، فهو رجع الصدى لما هو سائد في العرف الثقافي العالمي والعربي، فقد ساد الجو الفحولي واللغة الذكورية الخطاب الشعري الجزائري إلى غاية السبعينيات، حيث صدحت أولى الأصوات الشعرية النسائية مع مبروكة بوساحة في ديوانها الأول ”براعم” سنة 1969، الذي كان بمثابة فتح ثقافي في الساحة الشعرية الجزائرية، إذ بدأت تلوح في الأفق أقلام نسائية مثل: ربيعة جلطي وزينب الأعوج ونوارة لحرش ونورة سعدي ومنيرة سعدة خلخال، وغيرهن. وقد أسهمت هذه الأقلام في إعادة صنع المشهد الثقافي الجزائري الحديث والمعاصر إلى جانب الرجل، معلنة رهان المشاركة الفاعلة في التعبير عن الذات والآخر، برؤيا خاصة لا تبتعد عن تركيبتها النفسية والبيولوجية، فكيف أسهمت الشاعرة الجزائرية في تخطي الهامشية والتقدم صوب المركزية الكتابية التي ظلت حكرا على الرجل لأمد طويل؟ وكيف أدركت الشاعرة الجزائرية ذاتها وعالمها الخارجي وعبرت عن تجربتها بلغة جديدة؟ وما الذي ميز خطابها الشعري عن الخطاب الذكوري السائد (الجنوسة والنسق المهيمن)؟ وما هو النوع الشعري الذي كتبت فيه المرأة بكثافة؟ وما هي أكثر المواضيع التي تناولتها؟ هل اهتم النقد بالشعر النسوي الجزائري؟ كيف أفادت الشاعرة الجزائرية من الثقافة الشعبية في نتاجها الشعري؟. لذلك جاء هذا الملتقى الوطني الأول حول واقع الإبداع الشعري النسوي الجزائري ليجيب عن هذه الأسئلة المطروحة، والذي ستناقش فيه مجمل القضايا المتعلقة بالإبداع الشعري النسوي الجزائري أمام تزاحم الأقلام الإبداعية، وتدفقها كشلال غزير يستدعي التأمل والدراسة والتحليل، للتمييز بين جيد الأعمال ورديئها، ووضع معايير للكتابة والإبداع بحسب الكفاءة المعرفية والقدرة اللغوية والموهبة. ويرتكز المحور الأول للملتقى حول ”إشكالية مصطلح الأدب النسوي”، أما المحور الثاني فحول ”مفصلات الإبداع الشعري النسوي الجزائري”، بينما يسلط المحور الثالث الضوء على”الائتلاف والاختلاف بين الكتابة الشعرية النسوية وكتابة الذكورة”، بالإضافة إلى محاور أخرى تعنى ب”خصوصية التشكيل الجمالي والأسلوبي في الشعر النسوي”، ”القصيدة النسوية الشعبية الجزائرية”، و”النقد والإبداع الشعري النسوي الجزائري”. ومن بين الشروط التي وضعتها اللجنة العلمية القائمة على هذا الملتقى أن يتسم البحث بالموضوعية والمنهجية العلمية، وألاّ يكون البحث جزءا من رسالة جامعية أو منشورا في مجلة. كما وجب على الباحث تحديد محور المشاركة، وقد حدد تاريخ 30 أكتوبر المقبل كآخر موعد لتقديم طلبات المشاركة.