جاء تعيين ابن مدينة الكورنيش نبيل نغيز كمدرب مساعد في الطاقم الفني للخضر لإعادة الاعتبار للمدرب المحلي، خاصة بعد سهام الانتقادات التي طالت الفاف المتهمة بالاعتماد المفرط على كل من يأتي من الخارج، وانطلقت المفاوضات الأولية مع نغيز يوم السبت الماضي، حيث التقى مع ”المناجير” العام للمنتخب يزيد منصوري، أول أمس السبت، والتي أعقبت باتصال هاتفي رسمي من رئيس الفاف محمد روراوة الذي طمأنه على كل شيء، وانتهت المكالمة بتحديد موعد لترسيم الأمور، ليتفوق نغيز على كل من عبد الكريم بيرة، عبد الرحمان مهداوي وكذا عبد القادر عمراني الذين كانوا مرشحين لذلت المنصب. مفاوضاته الأولية كانت مع منصوري عقد نغيز جلسة عمل بمقر الفاف مع منصوري وكذا روراوة، تم من خلالها توضيح الرؤية حول الخطوط العريضة لبرنامج العمل المسطر سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو المديرية الفنية الوطنية، وهي أمور لم تكن حاجزا أمام نغيز لإبداء موافقته الرسمية على العمل ضمن الطاقم الفني الموسع الذي سيقود النخبة الوطنية في المرحلة القادمة. سينال نفس الامتيازات التي حظي بها قريشي لم يتردد الرجل الأول في الفاف في كشف بنود العقد الذي تقترحه هيئته على كل مدرب مساعد، وذلك بالاحتفاظ بنسبة كبيرة من نموذج عقد نورالدين قريشي الذي كان قد عمل مساعدا لوحيد حليلوزيتش على مدار 3 سنوات متتالية، سيما في الجانب المتعلق بالشق المالي. روراوة استخلص درس سعدان شدد روراوة على ضرورة تحديد حقوق وواجبات كل طرف لتفادي الإشكال الذي كان قد طرح مؤخرا مع رابح سعدان، الذي كان مرشحا لتولي منصب المدير المكلف بمتابعة الفئات الشبانية على مستوى المديرية الفنية الوطنية، لكن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود بسبب التباين في وجهات النظر بشأن الراتب الشهري، وعليه فإن رئيس الاتحادية، يستطرد مصدرنا، فضل توضيح الرؤية من جميع الجوانب لنغيز قبل التوقيع على العقد الرسمي. غوركوف ليس متحمسا له والفاف هي التي فرضته كشف مصدر مقرب من بيت الخضر أن الناخب الوطني غوركوف كان متحفظا على فكرة تعيين مدرب مساعد محلي، وأصر على الاكتفاء بطاقم فني ”مصغر”، يتشكل من أعضاء منسجمين فيما بينهم، لكن تمسك روراوة بمشروعه دفع بالناخب الوطني الجديد إلى التأكيد على أن منصوري سيكون ذراعه الأيمن في إدارة شؤون المنتخب، وذلك بتكفله بمهام المساعد فضلا عن القيام بعمله كمناجير عام للمنتخب، وهي إشارة واضحة إلى أن عمل نغيز سيرتكز بالأساس على المحليين، بصرف النظر عن تكفله بمهمة أخرى على مستوى المديرية الفنية الوطنية تخص البرنامج التكويني. نبيل نغيز في سطور نبيل نغيز ابن حي موسى بولاية جيجل، من مواليد 25 سبتمبر 1967، بدأ مسيرته الكروية كلاعب في صنف الأصاغر مع شباب جيجل، وذلك سنة 1980، حيث كان يشغل منصب قلب هجوم، وقد تسلق في الأصناف الشبانية لفريق ”النمرة” إلى أن بلغ صنف الأكابر مع بداية موسم (1986 / 1987)، وكانت له تجربة دامت 3 سنوات، لكنه بالموازاة مع ذلك كان متألقا في الدراسة، ليلتحق سنة 1989 بالمعهد العالي لتكنولوجيات الرياضة ببن عكنون، الأمر الذي دفعه إلى تغيير الأجواء والانضمام إلى فريق نجم بن عكنون، قبل أن يعلق الحذاء في صائفة 1993، وكان جيل دالي إبراهيم آخر محطة في مسيرته كلاعب. إلى ذلك فقد دشن نغيز مشواره كمدرب في مدرسة نجم بن عكنون، حيث أجرى تربصه المرتبط بالدراسة، وذلك سنة 1991، ثم أجرى تربصا تكوينيا ثانيا مع أواسط جيل دالي إبراهيم، ليتحصل على شهادة مستشار في الرياضة دفعة جوان 1994، وهي الشهادة التي باشر بها مهامه بقيادة أكابر فريقه الأصلي شباب جيجل، قبل أن يقود عديد الفرق في أقسام الهواة، منها شباب حي موسى، مولودية قاوس، اتحاد جيجل، شباب الميلية، وفاق القل، هلال شلغوم العيد ونجم مقرة، لتكون تجربته كمساعد للبرازيلي جواو ألفيس في مولودية قسنطينة المحطة التي أخرجته نسبيا من دائرة الظل، وعبدت له الطريق نحو مغامرة ناجحة في شباب عين فكرون، كللت بصعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى في صائفة 2013، بعد تألق لموسمين متتاليين، لكن ذلك لم يمنع نغيز من تغيير الأجواء والمراهنة على مغامرة مماثلة مع وداد تلمسان، توقفت في منتصف المشوار، ليحط بعدها بأولمبي المدية، حيث كان على مشارف تحقيق إنجاز تاريخي لأبناء ”التيطري”، ولو أن الفشل في الظفر بورقة الصعود في آخر جولة لم يكن كافيا لفقدانه ثقة مسيري وأنصار الأولمبي، الذين جددوا الثقة فيه، عرفانا بالعمل الجبار الذي ما فتئ يقوم به، على أمل النجاح في تجسيد الحلم هذا الموسم، غير أن المعطيات تغيرت، فأصبح أولمبي المدية بمثابة البوابة الرئيسية التي دخل منها نغيز عالم الأضواء بعدما وقع اختياره للعمل ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني، رغم أن مسيرته لم تتضمن أية تجربة له في فريق من الرابطة المحترفة الأولى، لكن ما يحسب لنغيز عدم تردده في تجديد معارفه من خلال المشاركة في التربصات التكوينية التي تقام في البلدان الأوروبية، تحت إشراف مؤطرين تابعين للفيفا، لأنه حصل على شهادة تدريب ”كاف أ” بعد تربصات نظمتها الفاف، كما أنه شارك في تربصين بإيطاليا على مستوى ناديي بيسكارا وأسكولي، فضلا عن عملية رسكلة أخرى بهولندا، وتحصل على شهادة تكوين المواهب الشابة بعد مشاركته في الملتقى الذي نظمته الوزارة تحت إشراف المخضرم الألماني بيتر شنيتغر، وهي السيرة الذاتية الثرية التي كانت أبرز معيار في ظفره بثقة الفاف التي توسمت فيه خيرا لإعادة الاعتبار للمدرب المحلي.