ابن "فيلاج موسى" الذي عمل في صمت ليقتحم بوابة الخضر شكل تعيين نبيل نغيز كمساعد للفرنسي كريستيان غوركوف في الطاقم الفني الوطني واحدة من أكبر المفاجآت في الوسط الكروي الجزائري، لأن نغيز لم يكن من الأسماء التي تم تداولها إعلاميا في الآونة الأخيرة للتواجد ضمن طاقم الخض، بصرف النظر عن كونه من التقنيين الذين بقوا ملازمين لدائرة الظل، لكن مفاجأة الفاف أخرجته مباشرة إلى الأضواء، و جعلته يعبد الطريق لكتابة صفحة جديدة، مادام حلم قيادة المنتخب الوطني يبقى يراود كل تقني، فضلا عن المكانة المرموقة التي بلغتها النخبة الجزائرية بفضل إنجازها التاريخي المحقق في مونديال البرازيل، و نغيز كان محظوظا بنيله شرف التواجد ضمن الطاقم الذي سيقود الخضر في مرحلة ما بعد المونديال، حيث يبقى المنتخب الجزائري في ثوب " كبير " القارة السمراء و الساحة العربية على حد سواء. نغيز ابن حي موسى بولاية جيجل، من مواليد 25 سبتمبر 1967، تربى و ترعرع في "الفيلاج" تحت رعاية الوالد الذي يشتهر بتسمية "علي لابوانت"، و قد بدأ مسيرته الكروية كلاعب في صنف الأصاغر مع شباب جيجل، و ذلك سنة 1980، حيث كان يشغل منصب قلب هجوم، و قد تسلق في الأصناف الشبانية لفريق "النمرة" إلى أن بلغ صنف الأكابر مع بداية موسم (1986 / 1987)، أين كانت له تجربة دامت 3 سنوات، لكنه بالموازاة مع ذلك كان متألقا في الدراسة، ليلتحق سنة 1989 بالمعهد العالي لتكنولوجيات الرياضة ببن عكنون، الأمر الذي دفعه إلى تغيير الأجواء و الانضمام إلى فريق نجم بن عكنون، قبل أن يعلق الحذاء في صائفة 1993، و كان جيل دالي إبراهيم آخر محطة في مسيرته كلاعب. إلى ذلك فقد دشن نغيز مشواره كمدرب في مدرسة نجم بن عكنون، أين أجرى تربصه المرتبط بالدراسة، و ذلك سنة 1991، ثم أجرى تربصا تكوينيا ثانيا مع أواسط جيل دالي إبراهيم، ليتحصل على شهادة مستشار في الرياضة دفعة جوان 1994، و هي الشهادة التي باشر بها مهامه بقيادة أكابر فريقه الأصلي شباب جيجل، قبل أن يقود عديد الفرق في أقسام الهواة، منها شباب حي موسى، مولودية قاوس، إتحاد جيجل، شباب الميلية، وفاق القل، هلال شلغوم العيد و نجم مقرة، لتكون تجربته كمساعد للبرازيلي جواو ألفيس في مولودية قسنطينة المحطة التي أخرجته نسبيا من دائرة الظل، و عبدت له الطريق نحو مغامرة ناجحة في شباب عين فكرون، كللت بصعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى في صائفة 2013، بعد تألق لموسمين متتاليين، لكن ذلك لم يمنع نغيز من تغيير الأجواء و المراهنة على مغامرة مماثلة مع وداد تلمسان، توقفت في منتصف المشوار، ليحط بعدها بأولمبي المدية، حيث كان على مشارف تحقيق لإنجاز تاريخي لأبناء "التيطري"، و لو أن الفشل في الظفر بورقة الصعود في آخر جولة لم يكن كافيا لفقدانه ثقة مسيري و أنصار الأولمبي، الذين جددوا الثقة فيه، عرفانا بالعمل الجبار الذي ما فتئ يقوم به، على أمل النجاح في تجسيد الحلم هذا الموسم، غير أن المعطيات تغيرت، فأصبح أولمبي المدية بمثابة البوابة الرئيسية التي دخل منها نغيز "العالمية"، بعدما وقع إختياره للعمل ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني، رغم أن مسيرته لم تتضمن اية تجربة له في فريق من الرابطة المحترفة الأولى. و ما يحسب لنغيز عدم تردده في تجديد معارفه من خلال المشاركة في التربصات التكوينية التي تقام في البلدان الأوروبية، تحت غشراف مؤطرين تابعين للفيفا، لأنه حصل على شهادة تدريب "كاف أ" بعد تربصات نظمتها الفاف، كما أنه شارك في تربصين بإيطاليا على مستوى ناديي بيسكارا و أسكولي، فضلا عن عملية رسكلة أخرى بهولندا، و تحصل على شهادة تكوين المواهب الشابة بعد مشاركته في الملتقى الذي نظمته الوزارة تحت إشراف المخضرم الألماني بيتر شنيتغر، و هي السيرة الذاتية الثرية التي كانت أبرز معيار في ظفره بثقة الفاف للعمل برفقة الفرنسي كريستيان غوركوف.