سيعقد الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي اجتماعات لأعضائهما بشكل منفصل، لتعود المفاوضات مع الجانب المصري، في محاولة لوقف دائم لإطلاق النار، عوض المؤقت الذي سينتهي بوصول منتصف ليلة اليوم. نتنياهو يتوعد بضربات مؤلمة لغزة مع انتهاء التهدئة النرويج تحضر لعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة وأكّد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إصرار الوفد الفلسطيني المشارك في مفاوضات القاهرة غير المباشرة مع الإسرائيليين، على وقف العدوان وإنهاء الحصار في أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على التمسك بسلاح المقاومة. وفي غزة، أكد المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، تمسك الوفد الفلسطيني بعدم التراجع عن تحقيق المطالب، موضحا أن هذه المطالب هي حقوق إنسانية ”وليست بحاجة إلى كل هذه المعركة والمفاوضات”، كما أعلن رئيس الوفد الفلسطيني، عزام الأحمد، عن أمله في التوصل إلى تهدئة دائمة، في وقت أكدت مصادر من الوفد إنه لن يتم قبول ما وصف ”بأي اتفاق هزيل”، مشيرة إلى أن الاتفاق يجب أن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني. وفي السياق ذاته، صرح مصدر مقرب من الوفد الفلسطيني المفاوض، في وقت متأخر من ليلة الأحد، أن إسرائيل رفعت سقف مطالبها ووضعت شروطاً تعجيزية من خلال العديد من القيود الأمنية والمصطلحات التي تفرغ الاتفاق من أي مضمون، وأضاف المصدر ذاته أن الوفد الفلسطيني عقد اجتماعا داخليا من أجل بلورة الموقف التفاوضي الفلسطيني، في ضوء الردود الإسرائيلية لتقديمها للجانب المصري في المفاوضات غير المباشرة، كما تشير التسريبات من المحادثات الجارية في القاهرة إلى أن الاعتراضات الفلسطينية تتركز على رفض التأجيل أو التدرج في مسائل رفع الحصار والحصول على مطار وميناء، في حين أن الإسرائيليين يقدمون المصالح الأمنية الإسرائيلية على أي اتفاق، ويرفضون مقترح المطار والميناء. ومن جهة أخرى، أكدت حركة حماس أن سياسة هدم المنازل لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأضافت أن الاحتلال يتحمل المسؤولية عن التداعيات على جرائمه في الضفة الغربيةالمحتلة، ولفت بيان حركة حماس النظر إلى أن القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية تبدي تماسكاً وصلابة في الموقف ينسجم مع أداء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأكدت على أنها استمرار الأنشطة والفعاليات الوطنية والشعبية لدعم القطاع في وجه العدوان. ودعت حركة المقاومة الإسلامية في رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، جماهير الشعب الفلسطيني وأبناء المنطقة للمشاركة في الوقفة التي تنظمها القوى الوطنية والإسلامية، مساء الاثنين، مؤكدة أن هذه الوقفة تأتي ل”دعم صمود الوفد المفاوض في القاهرة وتعزيز موقفه لتحقيق شروط الفلسطينيين المشروعة ورد العدوان عنه قبيل انتهاء موعد الهدنة الثالثة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”. قوات الاحتلال تشن عمليات اعتقال واسعة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، اعتقال 12 فلسطينياً ممن وصفهم ب”المطلوبين” خلال حملة مداهمات جرت في أنحاء متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، كما ذكرت الإذاعة العبرية أن قوات جيش الاحتلال قامت كذلك باعتقال سبعة من المطلوبين من قرية حزما شرقي القدسالمحتلة، فيما اعتقل الاحتلال خمسة آخرين من مدن جنين ورام الله وبيت لحم والخليل، وأفادت مصادر أمنية فلسطينية في الخليل، أن قوات الاحتلال داهمت بلدات الشيوخ وسعير ويطا وشنت حملة مداهمات وتفتيش، اعتقلت على إثرها شابين بالقرب من المسجد الإبراهيمي بالمدينة، وفي بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد قوار بعد دهم منزله وتفتيشه في وسط بيت لحم. وهدمت قوات الاحتلال، فجر أمس، منزل عائلتي الشابين حسام القواسمي، وعامر أبو عيشة، في حين أغلقت منزلا ثالثا يعود لعائلة الشاب مروان القواسمي في مدينة الخليل المحتلة جنوبي الضفة الغربية، وذلك بتهمة اختطاف وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل ثلاثة أشهر. نتنياهو يتوعد بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية ضد غزة أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات القاهرة مرتبط بما وصفه ب”رد واضح” على احتياجات إسرائيل الأمنية، وأضاف أن الوفد الإسرائيلي في القاهرة يعمل وفق تعليمات واضحة بالإصرار بحزم على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وفي رسالة تحذير وجهها إلى حركة حماس لدى ترؤسه اجتماع الحكومة الإسرائيلية صباح أمس، قال أنها تكون واهمة إذا ترجمت خسائرها العسكرية إلى مكسب سياسي، وأضاف قائلا: ”إن كانت حماس تعتقد أن خسارتها على أرض المعركة ستقدم على أنها انتصار أثناء المحادثات فهي على خطأ، وإن كانت تعتقد أن مواصلة القصف العشوائي على إسرائيل سيجبرنا على تقديم التنازلات فهي على خطأ أيضا”، وأضاف أن حركة حماس على موعد مع ضربات مؤلمة ما لم يعد الهدوء إلى إسرائيل، مهددا بذلك بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية ضد قطاع غزة، وأفاد بأن جيش الاحتلال وجّه ضربة قوية ل ”حماس” خلال عمليته العسكرية المعروفة ب ”الجرف الصامد”، طالت الأنفاق ومئات المقاتلين الفلسطينيين والقذائف الصاروخية التي أُطلقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية، كما تم إحباط عدة اعتداءات خططت الحركة لارتكابها ضد أهداف إسرائيلية من البحر والجو والبر، على حد تصريحاته. وفي السياق ذاته، صرّح وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، بالقول ”يجب على إسرائيل الإصرار على ضمان الأمن لمواطنيها وخاصة لسكان الجنوب، ومن الضروري عدم إنهاء المعركة الحالية مع بقاء سكان الجنوب تحت التهديد”، ومن جانبه، اعتبر وزير الاستخبارات الإسرائيلية، يوفال شتاينيتص، أن الموافقة على إنشاء ميناء بري أو جوي في قطاع غزة سيشكل ”فرصة ذهبية لتهريب الصواريخ والقذائف للمقاومة”، مضيفاً ”لا يجوز لإسرائيل التنازل عن مطلبها القاضي بجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح إذ أن هذا يعتبر مطلباً مبدئياً”، على حد تعبيره. النرويج تحضر لعقد مؤتمر لإعمار غزة أعلن وزير الخارجية النرويجي، بورغي بريندي، أمس، أن الجهات الدولية المانحة لفلسطين ستعقد مؤتمرا في القاهرة لتمويل عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وأوضح الوزير أن الأموال التي سيتم جمعها برعاية مصر والنرويج ستوضع تحت تصرف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأشارت النرويج، التي ترأست لجنة تنسيق المساعدة الدولية للفلسطينيين، إلى أنها ثالث مرة في بضع سنوات يدعى فيها المانحون الدوليون إلى تمويل إعادة إعمار غزة. ودعا الوزير النرويجي بصورة خاصة لرفع الحصار عن غزة وضمان أمن المدنيين من جانبي الحدود، معتبرا أن احتجاز الشعب وإبقائه على شفى حفرة من المجاعة لن يضمن أمن جيران غزة، وقالت وزارة الخارجية النرويجية في بيان لها أنها ستقوم بتوزيع الدعوات لحضور المؤتمر الذي سيعقد في القاهرة ما أن يتوصل الطرفان لوقف إطلاق نار طويل الأمد نتيجة للمفاوضات الجارية في القاهرة.