أقال المؤتمر الوطني العام بليبيا، عبد الله الثني، رئيس الوزراء بحكومة تسيير الأعمال، وتكليف عمر الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، في الوقت الذي أعلنت فيه النفير والتعبئة العامة بكافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية الليبية. أعلن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته حال الطوارئ في البلاد وتشكيل حكومة موازية برئاسة عمر الحاسي، ودعت ”أنصار الشريعة”، القريبة من تنظيم القاعدة، قوات ”فجر ليبيا” للانضمام إليها، بعد بسط الميليشيات المتطرفة سيطرتها على العاصمة ومطارها الدولي، واجتياحها مقر الجيش الوطني الليبي الذي منحه البرلمان الجديد صفة الشرعية من خلال دعمه في حربه على المتطرفين وتصنيفه ”فجر ليبيا” و”أنصار الشريعة” كمجموعات إرهابية. ودعا المؤتمر وفق القرار جميع المواطنين والجهات الاعتبارية العامة والخاصة تقديم الدعم المتاح والتعاون مع مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية في العمل على استتباب الأمن وتحقيق سيادة القانون. وكان جيران ليبيا قد اتفقوا في مؤتمر القاهرة، يوم الاثنين، على عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، ودعوا بدلا من ذلك إلى حوار وطني في البلاد، في حين نوه السفير محمد جبريل، على هامش اجتماع جيران ليبيا إلى وجود أشكال للتدخل الدولي المحتمل، خاصة أن ليبيا غير قادرة على حماية مؤسساتها ومطاراتها ومواردها الطبيعية، خاصة حقول النفط، كما نددت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون باحتدام المعارك وأعمال العنف في ليبيا، مطالبة بمواصلة العملية الديمقراطية، كما أدانت، في بيان وقعته واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما ”التدخلات الخارجية التي تغذي الانقسامات” في ليبيا. ويزور رئيس البرلمان الليبي المنتخب، عقيلة صالح عيسى، القاهرة، الثلاثاء، ويلتقي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين آخرين، بعد يوم واحد من اجتماع وزاري لدول جوار ليبيا استضافته العاصمة المصرية، بعد أن وجه السيسي دعوة لرئيس البرلمان الليبي لزيارة القاهرة، بهدف بحث مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا والموقف المصري منها، فضلا عن انعكاساتها على حدود مصر الغربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأفادت مصادر إعلامية مقربة أن السيسي سينقل إلى عقيلة ”دعم مصر الكامل لجهود البرلمان الليبي لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ومساندتها لعودة الاستقرار الأمني إلى البلاد بما يمكن الشعب الليبي من استكمال مسيرته الوطنية وتحقيق أهداف ثورته على الصعيدين السياسي والاقتصادي”. وكان وزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، التقى نظيره المصري سامح شكري، الاثنين، على هامش الاجتماع الوزاري، حيث تشاورا حول ”أهميه دعم الشرعية في ليبيا ومؤسسات الدولة، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي، خاصة من خلال تشكيل الحكومة الليبية في أسرع وقت ممكن”.