لعمامرة: "القوة وحدها لن تحل المشاكل الأمنية والجزائر حريصة على السلامة الترابية في ليبيا" أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي تزكيته للورقة الجزائرية حول حل الأزمة الليبية التي ستطرحها اليوم بالقاهرة في إطار اجتماع مبادرة دول الجوار. وقال السيسي إن "للجزائر دور محوري بالتعاون مع دول المنطقة ولا سبيل للخروج من حالة الفلتان إلا بالتعجيل في إطلاق الحوار الذي ترتكز عليه خارطة الطريق الجزائرية لطي صفحة الأزمة وإرساء الأمن والاستقرار بواسطة العمل السياسي". وأعرب الرئيس المصري في مؤتمر صحافي نشطه أمس عن "انشغاله العميق" حيال الوضع الحالي في ليبيا مسجلا ب"ارتياح إنشاء لجنتين تعالجان المسائل السياسية والأمنية منسقتين على التوالي من طرف مصر والجزائر". ودعا السيسي المجموعة الدولية بما فيها الأممالمتحدة إلى "دعم الجهود الإقليمية التي تتحمل عبء الأزمة في ليبيا" التي تواجه أسوأ وضع أمني منذ 2011 إثر اندلاع مواجهات بين المليشيات المسلحة منذ أكثر من شهر تسببت في انفلات أمني كبير أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وآلاف المهجرين. وأوضح السيسي أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا، مشيرا إلى أن مصر تجري مشاورات على وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي يتم خلاله إطلاق حوار وطني بين مختلف مكونات المجتمع الليبي لتحقيق الاستقرار في هذا البلد. من جانبه، قال مصدر عسكري مسؤول إن القوات الجوية المصرية لم تشن أي غارات ضد أي أهداف داخل الأراضي الليبية، مؤكدا بأن ما تحاول بعض الجماعات أو التيارات الليبية ترويجه بأن الجيش المصري ممثلا في القوات الجوية قام بضرب أهداف داخل ليبيا هو أمر غير صحيح تماما. من جهته، شدد وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي يزور القاهرة أن الجزائر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتأمل في سرعة تشكيل حكومة وطنية بعد انتخاب مجلس النواب وبدء انعقاده، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي ويسهم في بناء مؤسسات الدولة الليبية ويحفظ لها وحدتها وسلامة أراضيها وأضاف قائلا "إننا حملنا الرسالة التي مفادها أن القوة وحدها لا يمكن أن تحل المشاكل الأمنية فالجميع قد فهم التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب التي لم تسو المسألة الأمنية باللجوء إلى القوة فقط (...) بل كانت حنكة وذكاء رئيس. وتتضمن خارطة الطريق الجزائرية تفضيل الحل السياسي واستبعاد التدخل العسكري من خلال جمع فرقاء الأزمة على طاولة الحوار من أجل تشكيل حكومة وفاق ليبية بمساعدة بلدان الجوار باعتبار ذلك الحل الوحيد للأزمة مع تكثيف الرقابة على الحدود بفعل انهيار المنضومة الأمنية في ليبيا. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد تعاطى مع هذا الملف - على هامش قمة الولاياتالمتحدة- إفريقيا التي انعقدت مؤخرا بواشنطن - على أن تصور الجزائر "واضح حول هذه القضية فنحن لا نقبل بتدخلات أجنبية على حدودنا، إذ إننا نفضل تسوية إقليمية"، مؤكدا أن "المسألة الليبية تبقى على قدر كبير من الصعوبة" لأن البلد لا يتوفر على جيش ولا على شرطة لإعادة النظام.