هاجم مسلحون مقر البرلمان الليبي لمنع إتمام عملية انتخاب رئيس الحكومة الجديد، بينما قتل عسكريان وأصيب اثنان آخران بجروح، أمس، في هجوم بسيارة مفخخة على معسكر لقوات الصاعقة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، إلى ذلك وصفت صحيفة أمريكية المشير عبد الفتاح السيسي بأنه يشكل خطرا كبيرا على المنطقة بعد أن دعا أمريكا إلى التدخل عسكريا في ليبيا. اقتحم مسلحون مجهولون مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في محاولة لمنع انتخاب رئيس حكومة جديد خلفا لعبد الله الثني، واشتبك المسلحون مع حرس البرلمان، حيث وقعت عدة إصابات جراء تبادل إطلاق النار داخل مقر المؤتمر الوطني العام، حسب شبكة “سكاي نيوز”. وحسب نواب في المؤتمر، فإن هذا الاعتداء الجديد ميزه اشتباك بين المتظاهرين وحراس المؤتمر، حيث شن هذا الهجوم أنصار اثنين من المرشحين الذين حصلوا على معلومات عن هزيمة محتملة للمرشح المفضل لديهم، وتم إجلاء نواب البرلمان بعد هذا الهجوم. وجرت عصر أمس انتخابات داخل البرلمان الليبي لاختيار رئيس حكومة جديد، خلفا لعبد الله الثني الذي اعتذر عن قبول هذه المهمة بعد الاعتداء على عائلته، وترشح لمنصب رئيس الحكومة سبعة أشخاص، أبرزهم رجل الأعمال أحمد معيتيق مصراتة (غرب) والذي حصل على 67 صوتا، والدكتور عمر الحاسي بجامعة بنغازي (شرق) والذي حصل على 34 صوتا من أصل 152 نائب حضر جلسة التصويت، مع العلم أن إجمالي عدد نواب المؤتمر الوطني العام 200 نائب. ونظرا لعدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة، تقرر إعادة انتخاب رئيس الحكومة الجديدة في الجلسة القادمة، على أن تقتصر المنافسة على أحمد معيتيق وعمر الحاسي. وفي إطار التردي الأمني الذي تشهده مدينة بنغازي والحرب غير المعلنة بين جماعة أنصار الشريعة وقوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي، هاجم انتحاري يقود سيارة مفخخة معسكرا للقوات الخاصة في بنغازي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “اثنين من أفراد الحراسة قتلا، بينما جرح اثنان آخران من الحراس جراء انفجار سيارة مفخخة أمام البوابة الرئيسية للمقر السابق للكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في مدينة بنغازي”. ولفت المسؤول إلى أن “شدة الانفجار خلفت أضرارا مادية بواجهة الكتيبة التي تتمركز فيها وحدات خاصة للقبض على المتهمين والتدخل السريع في حالات التوترات الأمنية”. على صعيد آخر، دعا المشير عبد الفتاح السيسي الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب إلى التدخل عسكريا في ليبيا لحماية مصر مما وصفه بهجمات الجماعات الإرهابية في ليبيا، ما دفع صحيفة أمريكية إلى اتهام السيسي بأنه أصبح يشكل خطرا كبيرا على المنطقة. وقال السيسي، في حوار له مع قناة ‘'فوكس نيوز'' الأمريكية، إنه “يريد تدخل الغرب مجددا في ليبيا حتى ولو لمرة واحدة، في إطار نشر قوات حفظ سلام على حدود ليبيا، من أجل جلب الاستقرار هناك، ولحماية مصر من هجمات الجماعات الإرهابية المتطرفة الموجودة هناك”. مضيفا أن “الفوضى تملأها (ليبيا) بعد عزل وقتل معمر القذافي عام 2011”. وأكد السيسي أن الوضع في ليبيا يشهد نوعا من الفراغ السياسي والأمني، قائلا: ‘'سيحاسب التاريخ الأمريكيين وحلفاءهم بقسوة''. غير أن هذه التصريحات قابلتها انتقادات من الصحافة الأمريكية، حيث قالت صحيفة أمريكية إن الجيش المصري يلعب بالنار، في أعقاب ‘'الدرس الذي لقنه المشير عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة''. ورأت صحيفة “هافنغتون بوست” الأمريكية أن الجيش المصري يلعب بالنار، وذلك بعد تصريحات المشير عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن التدخل الأمريكي في ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي لا يقود مصر إلى طريق مظلم فحسب، بل إن تصريحاته الأخيرة بخصوص ليبيا تجعله يشكل خطرا كبيرا على استقرار المنطقة.