هل تعرف العلاج بالأحجار الكريمة؟ قدر العرب القدماء قيمة الأحجار الكريمة المادية والنفسية والعلاجية، واعتبروا أن معالجة الأمراض بهذه الأحجار من العلوم الطبية فاستخدموا ”الزيكون” كمضاد للحساسية وفقر الدم، و”الفيروز” لمفعوله النفسي وتأثيره المضاد لخفقان القلب، ومقوٍ له، وكذلك مقاومته لداء الصرع. وحجر ”القمر” لمنفعته الكبيرة في مواجهة الاضطرابات الهرمونية، الانثوية وحالات العقم، وحجر ”الجزع” لوقف نزف الدم وتسهيل الولادة ومعالجة اليرقان، وحجر ”عين الشمس” (الأوبال) لتنشيط الجسم وتهدئة الأعصاب وتقوية العظام ومكافحة الربو، وحجر ”الاثمد” لتقوية اعصاب العين، وتخفيف الوزن والتئام الجروح والقروح والمحافظة على جمال وصحة الشعر والاجفان، وحجر ”اللازوريت” لتسكين الآلام، وحجر ”السيترين” لمقاومة القلق والعصبية والاجهاد ولمرض السكري وحجر ”السربنتين” المتعدد الألوان والأشكال لعلاج داء الشقيقة. وأكدت دراسة حديثة أجريت في قسم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة بنها المصرية، أن لبعض الأحجار الكريمة مثل الماس والكهرمان والياقوت والزمرد خصائص علاجية حقيقية، وأظهرتأن هناك مجموعة من الأحجار النادرة تتمتع بالقدرة على إصدار إشعاعات وترددات مغناطيسية ذات تأثير علاجي فعال ضد بعض الأمراض العضوية، وعلى رأسها الروماتيزم و”عرق النسا” وأعراض المعدة والجهاز الهضمي وأمراض جلدية مثل البهاق. وأتت هذه الدراسة تتويجا لجهود وأبحاث علمية أجريت على مستوى العالم، حول الخصائص العلاجية لعدد من الأحجار الكريمة، وهي خصائص معترف بها منذ القدم في الطب الشعبي اليوناني والإغريقي والعربي القديم، وإن كان ينظر إلى بعضها باعتباره غير قائم على أساس علمي حتى وقت قريب، ولكن النجاح الطبي الذي حققه استخدام المرجان في جراحات التجميل خلال الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعدما اكتشف الأطباء في هذا المجال قدرة المرجان المدهشة على الالتحام بعظام الوجه، هذا النجاح دفع العلماء والباحثين إلى إجراء مزيد من الدراسات حول هذه التقنية الطبية. وذكر الطبيب اليوناني القديم ”ارسطوطاليس” أن للماس فوائد علاجية مؤكدة في تفتيت حصيات المثانة، وأنه دواء ناجع لأمراض الهضم والمغص المعوي. ويقول العلامة العربي ”داود الأنطاكي”، صاحب ”تذكرة داود” أهم مرجع عربي في مجال الطب الشعبي: ”إن للياقوت خصائص فريدة في عمل التراكيب العلاجية لأمراض جلدية مثل الجذام والبهاق والكلف، وبعض الأورام الحميدة”. ويعتقد بعض العلماء أن ثمة علاقة مؤكدة بين أصابع اليد وأجهزة الجسم، وهو ما يفسر قدرة بعض الأحجار الكريمة على شفاء أمراض بعينها. فالسبابة في تقديرهم لها علاقة وثيقة بالمعدة، وهناك أحجار كريمة مثل اللؤلؤ و”التوباز” يتم ارتداؤها في السبابة فتكون ذات تأثير علاجي، أما أصبع الخنصر فله علاقة بالجهاز التناسلي. وفي هذا الأصبع يفضل ارتداء المرجان والياقوت، وهكذا فإن مجالات الطاقة هي المسؤولة عن هذه الخاصية الشافية. وفي هذا السياق يقول الدكتور عثمان كامل عبد الهادي، الباحث في المركز القومي للبحوث بالقاهرة، إن ”الطب الشعبي” تنبه إلى فوائد الكهرمان العلاجية منذ قرون طويلة، فقد كان الفراعنة والإغريق القدامى يستعملون مسحوق الكهرمان في علاج القروح الجلدية المزمنة مخلوطا ببعض العناصر مثل ” الكركم” كما أن مسحوق الكهرمان يعمل على انكماش البواسير ويشفي بعض أعراض الجهاز البولي، وهو ما أكدته أبحاث ودراسات أجريت في السويد مؤخرا، ما يعني أن الكهرمان علاج ”حديث” يزيد عمره عن 50 مليون عام!.