اللقاء عرف حضور علي جدي وكمال ڤمازي خطف القياديان في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، علي جدي، وكمال ڤمازي، الأضواء بمشاركتهما في اجتماع تنسيقية الانتقال الديمقراطي الذي احتضنه بيت الأرسيدي، وكانت اللحظات التي وطئت فيها أقدام قياديي الفيس المحل، المقر، تاريخية بامتياز، بالنظر إلى العداوة السياسية والإيديولوجية بين الطرفين. وعلق كمال ڤمازي، على هامش اجتماع ”مزفران 2 ” بأنه ”لم نتغيب على الساحة السياسية يوما، وتواجدنا بمقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية شيء إيجابي”، تدل حسبه، على مدى تفتحه على جميع القوى الوطنية، مشيرا إلى مشاركته سابقا، في عقد روما الذي جرى في جانفي 1995، بمقر جمعية ”سانت إيجيديو”، بحضور عبد الحميد مهري عن الأفالان، وحسين آيت أحمد عن جبهة القوى الاشتراكية، لافتا إلى أن الفيس المحل، يتعامل مع جميع الجزائريين مهما كانت اختلافاتهم وانتماءاتهم الإيديولوجية، داعيا إلى توحيد جهود المعارضة، ووضع اليد باليد من أجل إحداث التغيير المنشود. من جهته، أوضح مناضل في الأرسيدي، أن ما تعيشه الجزائر لا يجعل الأرسيدي والفيس المحل يتحالفان فقط، ”بل حتى الشياطين والملائكة مطالبون بالتحالف لإصلاح الوضع”. واللافت في الاجتماع غياب رئيسي الحكومتين السابقين مولود حمروش، وسيد أحمد غزالي، ومقاطعة الأفافاس، مقابل حضور قياديين من الفيس المحل، وهما علي جدي، وكمال ڤمازي، رفقة قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير الذي يتزعمه علي بن فليس، إضافة إلى رئيس المجلس الشعبي السابق كريم يونس، ورئيس الحكومة السابق مقداد سيفي، الذي قال إنه كان من الأوائل الذين طالبوا بالتغيير، وذلك عندما كان على رأس الحكومة في عهد الرئيس السابق اليمين زروال، مضيفا أن الجزائر بحاجة إلى التغيير كل يوم، وتابع بأنه ”جئت لأسمع وأفهم وأقدم رأيي حول الانتقال الديمقراطي إذا احتاج إليه المطالبون بالتغيير”. من جانبه، أكد رئيس الحكومة الأسبق والمرشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، علي بن فليس، أن البلاد تعيش أزمة خطيرة، زادت في تعقيدها حالة الشغور الذي تعيشه أهم وأكبر مؤسسة في البلاد، مضيفا أن المعارضة التي قررت التكتل تسعى للقيام بتغيير سلس وسلمي ومتدرج، لتلتحق الجزائر بركب الدول المتطورة ديمقراطيا واقتصاديا، و”لن يتحقق ذلك إلا من خلال إرجاع الكلمة للشعب السيد الأول وصاحب القرار الحقيقي”. وحاول قادة التنسيقية وبالأخص رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وزعيم الأرسيدي محسن بلعباس، التخفيف من حدة غياب الأفافاس عن الاجتماع، وقال إنه ”وجهنا لهم الدعوة لكنهم لم يأتوا”. واتفق المشاركون في الاجتماع على وضع نظام داخلي لهيئة التشاور والمتابعة التي تم تنصيبها نهاية الأسبوع الماضي، تطبيقا لتوصيات ندوة مزفران بزرالدة في 10 جوان الماضي، حيث تعمل هذه الهيئة على وضع خطة عمل للأشهر الثلاث المقبلة، تتم المصادقة عليها خلال اجتماع جديد يعقد بعد حوالي أسبوع. وأكد المشاركون في الاجتماع على ضرورة النزول بمبادرتهم إلى الشعب من أجل توعيته بالأخطار المحدقة بالبلاد، والتي كانت وراء تأسيس هذا التكتل الذي يعتبر سابقة في تاريخ العمل السياسي في الجزائر.