أثنى الرئيس المالي، إبراهيم كايتا، على الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل بعث السلام والاستقرار بشمال مالي، مستنكرا عملية اغتيال الرهينة الفرنسي، ارفي غورديل، بمنطقة القبائل، وفي المقابل أعرب المسؤول الأممي عن حفظ السلام، ايرفي لاديسو، عن مخاوفه من ارتفاع النشاط الإرهابي بمالي، لا سيما وأنه تم إحصاء مقتل 20 جندي أممي من ”المينوسما” في عمليات متفرقة منذ جويلية 2013. قال الرئيس إبراهيم بوبكر كايتا، في منبر الأممالمتحدة، أن نتائج إيجابية تم تسجيلها في مجال الأمن بمالي، حيث قلصت من حدة الصراع الذي نشب في 2012، وثمن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لبعث الحوار بين الماليين في جولات متعددة آخرها كان شهر سبتمبر الماضي، بالعاصمة الجزائر، محوره الأساسي المصالحة وبسط السلام بصفة نهائية بمالي، عبر وقف إطلاق النار والحفاظ على الوحدة الترابية وتنمية مناطق الشمال وإقليم الأزواد، واستنكر بشدة قتل الرهينة الفرنسي، إيرفي غورديل، من قبل الجماعات المسلحة بالجزائر، مشيرا إلى أن الارهاب خطر على المنطقة برمتها. من جهة أخرى، أعربت الأممالمتحدة، على لسان مسؤول عمليات حفظ السلام، إيرفي لادسو، عن قلق الأممالمتحدة من ارتفاع النشاط الإرهابي بمنطقة الساحل، بعد سلسلة التفجيرات والاعتداءات التي مست الوحدات الأممية لحفظ السلام ”مينوسما” بالمنطقة، وذكر أن النشاط الإرهابي ليس وحده من يقلق الأممالمتحدة، بل هناك ارتفاع في نشاط التهريب، حيث عاود المهربون نشاطهم في الفترة الأخيرة. وتأتي انتقادات الأممالمتحدة بعد مقتل عشرة جنود تشاديين بعبوات ناسفة، شهر سبتمبر المنصرم، حيث تم قتل 20 جنديا أمميا من طرف الجماعات الإرهابية، منذ بدء مهمة قوة الأممالمتحدة في جويلية 2013، وأصيب المئات بعبوات ناسفة أو في هجمات. وقال لادسو، عقب اجتماع بحث الوضع في مالي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بعثة الأممالمتحدة لديها قوات خاصة ومروحيات هجومية، لكنها بحاجة إلى المزيد من العتاد من أجل تقوية الاستراتيجية الهجومية ضد الجماعات المسلحة، مضيفا أنه ”نحن في وضع قلصت فيه القوات الفرنسية وجودها في شمال مالي، مع عدم عودة الجيش الحكومي المالي، إذا ليس هناك عمليا سوى الأممالمتحدة على الأرض، وأصبحنا هدف لهم وهذا بالتأكيد مرفوض”. ونبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مستهل الاجتماع حول مالي، إلى أن الوضع الأمني يبقى هشا للغاية في المنطقة، مبديا قلقه خصوصا حيال عودة تحرك الإرهابيين الذين يواصلون مهاجمة جنود الأممالمتحدة، وكذلك السكان المدنيين في الشمال.