تمكنت الجزائر من خلال إسترتيجية زراعية شاملة التقليص من نسبة الجوع الذي تراجع بين سنتي 2012 و2014 ب 2،7 بالمائة مقارنة بسنة 1990 اين كان يبلغ 7،7 بالمالئة فيما يبلغ حاليا 5 بالمائة أي ما يعادل 7 مليون شخص. ثمنت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” في تقريرها السنوي إستراتيجية الجزائر في القضاء على الجوع الذي كان يبلغ 7،7 من اجمالي السكان، ليتراجع إلى 5 بالمائة. وتهدف هذه الاستراتيجية المندرجة ضمن إطار شامل من التنمية المستدامة على المستوى القاري إلى معالجة كل المشاكل المسببة لسوء التغذية أوالناتجة عنه، لا سيما وأنها تتركز على توفير المناخ الملائم للنشاطات الزراعية وضمانها ماديا، وذلك من خلال برنامج خاص بإعادة الاعتبار للأراضي ومواجهة التصحر والتشجير وزيادة إنتاجية المواد الإستراتيجية على غرار الحبوب والخضر الجافة واللحوم والألبان. وكشف تقرير “الفاو” أن عدد المعانون من حالة إنعدام الأمن الغذائي عالميا قد انخفض في الفترة من 2012 إلي 2014، مشيرا إلى وجود تفاوت كبير بين القارات في النتائج، حيث تحققت أكبر معدلات خفض إنعدام الغذاء في القارة اللاتينية وفي الصين، وهناك تقدم بطئ للقارة الافريقية. ومع وجود 33 مليون شخص يعانون نقص التغذية، أخفق إقليم الشرق الأدنى فى خفض نسبة من يعانون نقص التغذية بين سكانه إلى النصف بحلول عام 2015، وتشير أحدث تقديرات “الفاو” إلى استمرار انخفاض الجوع فى العالم إذ يعانى حوالى 805 مليون نسمة من نقص التغذية المزمن فى الفترة 2012 - 2014 أي أقل بأكثر من 100 مليون عن العقد الماضي. وفى نفس الفترة قل انتشار نقص التغذية من 18،7 بالمائة إلى 11،3 بالمائة عالمياً ومن 23،4 إلى 13،5 بالمائة فى البلدان النامية، بالرغم من التقدم الإجمالي، فإن اختلافات ظاهرة مازالت تبدو عبر الأقاليم مع تقدم محدود فى الاقاليم والبلدان التى منيت بالكوارث الطبيعية والصراعات. ويبقى انعدام الأمن المدني العامل الحاسم وراء اتجاهات انعدام الأمن الغذائي الحالي فى الإقليم، وزاد انتشار نقص التغذية من 6،6 بالمائة إلى 7،7 بالمائة. ومن جهة أخرى، انخفض نقص الأمن الغذائي في الجزائر من 7،7 بالمائة إلى أقل من 5 بالمائة، فيما تشجع عُمان استثمارات القطاعين الخاص والعام لدعم الزراعة وإنتاج الغذاء من خلال خطتها الخضراء، أما المغرب فتنشئ قطاعاً زراعياً حديثاً وتنافسياً يدعم أيضاً زراعة صغار الحائزين، بينما تعمل السعودية على دعم إنتاج الحبوب كي تحد من نضوب المياه الجوفية. وتقوم السودان بدعم الزراعة من خلال خطة إنعاش الاستثمار فيها، ويشير تقرير “الفاو” إلى أن بعض الحالات الناجحة تمثلت في الكويت التي شهدت انخفاضاً في انتشار نقص التغذية بها من 39،5 بالمائة في اوائل التسعينات إلى أقل من 5 بالمائة في السنتين الاخيرتين. وفي موريتانيا قل انتشار نقص التغذية خلال نفس الفترة من 14،6 بالمائة إلى 6،5 بالمائة، كما تم تسجيل تقدم جيد في عُمان والأردن وتأمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في إنخفاض نسبة الجوع في العالم إلى مستويات أفضل في العقد المقبل.