حركت عملية تجميد عضوية ثلاثة نواب من الأفالان بمجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، من قبل الأمين العام، عمار سعداني، إطارات الحزب وقياداته المعارضة، حيث وجهت رسالة مستعجلة للرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة، تدعوه للتدخل من أجل وضع حد لتصرفات الأمين العام، وحمايتهم، والأمر بعقد دورة طارئة للجنة المركزية يعاد خلالها انتخاب قيادة جديدة. وجاءت الرسالة التي وجهت لرئاسة الجمهورية، أمس، بعد يوم من تجميد عضوية كل من النائب بوشارب، ومليكة فوضيل، والسيناتور بوعلام جعفر، في ردة فعل قوية ضد عمار سعداني، الذي اختار الردع لتطويق المعارضة بالمؤسسة التشريعية ومنع توسع رقعتها، ومواجهة عملية جمع التوقيعات ضده من قبل بعض النواب. وعلى هذا الأساس، وجهت قيادات من حزب جبهة التحرير الوطني ممثلة في مجاهدين ونواب بالغرفتين، وقيادات سابقة في الأفالان ومن القواعد، أمس، رسالة إلى رئيس الجمهورية تدعوه فيها للتدخل العاجل، ووضع حد لما وصفوها بالخروقات العديدة للأمين العام للأفالان، والأمر بعقد دورة للجنة المركزية للحزب. وأكدت مصادر أفالانية أن الرسالة التي وجهت لرئيس الجمهورية، جاءت بعد الضغوطات التي تعرض لها بعض المناضلين، وآخرها تحرك الأمين العام للحزب من أجل تجميد عضوية ثلاثة نواب في الحزب. وطلب المناضلون الذين وقعوا على الرسالة من رئيس الجمهورية التدخل العاجل والفوري من أجل عقد دورة للجنة المركزية للحزب تنتخب فيها قيادة جديدة، بواسطة الصندوق، قناعة منهم أن القيادة الحالية غير شرعية ولابد من رحيلها العاجل، وذكروا بالمخاطر والنفق المظلم والخطير الذي أدخل فيه سعداني حزب الأفالان، في ظل التحديات الهائلة التي تواجهها الجزائر، والتي تقتضي وجود ”أفالان قوي، متماسك وموحد”، وفق ما جاء في الرسالة. وناشد كوادر الجبهة ورموزها التاريخية وإطاراتها، رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، بضرورة إعطاء تعليمات لعقد دورة للجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام جديد عن طريق الصندوق، معبرين عن ”دعمهم ومساندتهم لرئيس الجمهورية ورئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، ووقوفهم الدائم إلى جانبه من أجل دفع المخاطر الداخلية والتحرشات الخارجية التي تستهدف الجزائر في هذا الظرف الحساس”. ولم يخف موقعو الرسالة الإشارة إلى نقطة مهمة جدا، وهي إقدام الأمين العام للحزب عمار سعداني، من خلال تعيين الموالين للمترشح السابق للانتخابات الرئاسية علي بن فليس، وإقحام من وصفوهم بأصحاب الشكارة والغرباء في صفوف الحزب، والتذكير بالعديد من الخروقات التي وقعت بالمحافظات والقسمات.