يتجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بتحريكه للجنة الانضباط التي ستنظر في ملفات 8 أعضاء من اللجنة المركزية اليوم، إلى تهيئة الأجواء قبل انعقاد الدورة القادمة، غير مبال بردود الأفعال التي ستنجر عن الخطوة، سيما وأن اللجنة تضم قيادات ثقيلة من وزن عبد الرحمان بلعياط، حيث استنسخ سعداني ما قام به الأمين العام الأسبق للأفالان المرحوم عبد الحميد مهري، عندما أحال 14 عضوا على لجنة الانضباط من أجل فرض الانضباط واستعادة زمام القيادة الحزبية. وحسب ما أكدته مصادر متابعة للملف، فإن الأعضاء ال8 المقرر إحالتهم على لجنة الانضباط اليوم، للنظر في ملفاتهم، أعدوا العدة للدفاع عن أنفسهم، وإسقاط التهم المنسوبة إليهم، وفي مقدمتهم عبد الرحمان بلعياط، الذي نسبت له تهمة انتحال شخصية، خاصة وأن المجموعة لم تصلها حتى الآن أي تطمينات من محيط رئاسة الجمهورية بعد الرسالة التي أبرقتها الأسبوع الماضي محافظة ولاية بشار، مليكة فوضيل، باسم المجموعة، تشكو فيها تسلط عمار سعداني، وتطلب حماية من الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن عمار سعداني، لا يرى في تفعيل دور لجنة الانضباط مجرد تسوية لأمور نظامية، وإنما ضربة مباشرة للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذي لا يزال يحن لمنصبه القديم ويعول على رجالاته ونوابه للعودة لأمانة البيت العتيد، الأمر الذي يعد له سعداني، حتى وإن كان على حساب تجميد عضوية مناضلين قدامى في الأفالان كخطة لوقف التوسع قبل موعد الدورة العادية للجنة المركزية للحزب. ويحرص سعداني على التضحية بالقيادات ال8، أو بجزء منهم، لإعادة الأمور إلى نصابها، وفرض الانضباط داخل اللجنة المركزية، غير مبال بحديث بعضهم عن القمع والتعسف والدوس على القانون الأساسي للحزب، خاصة أن الأمين العام للأفالان السابق عبد العزيز بلخادم، سبق وأن جمد عضوية وزيرين سابقين، ويتعلق الأمر بمحمد الصغير قارة، والهادي خالدي، وحرمهما من المشاركة في الأنشطة النظامية للحزب، وقبله علي بن فليس، والمرحوم عبد الحميد مهري الذي نزع الصفة عن 14 عضوا.