عاد الصراع مجددا لبيت حزب جبهة التحرير الوطني إلى الواجهة بعد تحرك مجموعة من النواب محسوبين على جناح بلعياط المناوئ للامين العام الحالي للحزب ومطالبتهم برحيل سعداني. نظم أمس مناضلون وإطارات وأعضاء اللجنة المركزية ونواب البرلمان بغرفتيه لحزب جبهة التحرير الوطني، وقفة احتجاجية أمام المقر المركزي للحزب بحيدرة للتعبير عن مواقفهم الرافضة ل"الممارسات اللاقانونية" الصادرة عن قيادة الحزب والتي قالت "أنها غير شرعية". وندد أعضاء اللجنة المركزية في بيان لهم أمس عقب الوقفة الاحتجاجية، وقعه عضو المكتب السياسي السابق قاسة عيسى، "بكل الممارسات والتجاوزات والخروقات التي تستهدف تشتيت صفوف الحزب وزرع الفتنة والجهوية والعرقية التي ظل حزب جبهة التحرير الوطني يحاربها من أجل بناء مجتمع متضامن ومتكاتف وموحد"، كما أعلن المعتصمون عن "رفضهم القاطع انطلاقا من قناعات وقيم ومبادئ حزب جبهة التحرير الوطني إيمانا منا بأن هذا التقسيم المعتمد من قبل هاته القيادة المزعومة وغير الشرعية بني على أسس عرقية وقبلية وجهوية ومصلحية منافية أساسا لمبادئ وقيم الحزب". كما عبر المعتصمون عن تنديدهم ب"التقسيم العشوائي والمصلحي المخطط عن بعد ومن باريس"، وأكد المصدر بأن "القيادة التي تريد تسيير الحزب يجب أن يكون منبعها ومشربها وموقعها من أعماق جزائر عبد القادر وبن باديس وليس من باريس". وطالب مناضلو وإطارات وأعضاء اللجنة المركزية ونواب البرلمان بغرفتيه للحزب، بعقد دورة استثنائية للجنة المركزية لإعادة انتخاب فيها "قيادة شرعية" بالممارسة الديمقراطية الواردة في إصلاحات رئيس الجمهورية، كما وجهوا دعوة لجميع الإرادات الخيرة الغيورة على ميراث الشهداء والمجاهدين إلى انقاذ حزب جبهة التحرير الوطني من هذه الممارسات. وفي وقت سابق، طالب نواب عن جبهة التحرير بمغادرة عمار سعداني الأمين العام للحزب، منظمين بذلك إلى مجموعة الأصوات التي إرتفعت مؤخرا داخل بيت الأفالان للمطالبة بتنحية الأمين العام، وأحدث نواب الأفالان الساخطين على عمار سعداني شوشرة مصحوبة ببعض الفوضى داخل قبة البرلمان بمناسبة المصادقة على قانون المالية 2015، رافعين أصواتهم ومنادين بضرورة تنحية الأمين العام للحزب، مشددين على ضرورة الإستعجال في عقد دورة للجنة المركزية لانتخاب أو تزكية شخصية وطنية متشبعة بمبادئ ثورة أول نوفمبر، غيورة على الحزب وتدافع عن مكتسباته بدل سعداني، مكرسين بذلك مسلسل فوضى يعيشه الحزب العتيد منذ إطلاق عمار سعداني لعملية استحداث هياكل جديدة على المستوى المحلي، إجراء رفع عدد الراغبين والمنادين برحيل سعداني.