قدمت، سهرة أول أمس، فرقة دلفوس المكسيكية للرقص العصري، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي في العاصمة، عرضا كوريغرافيا لاتينيا، جاء تحت عنوان ”الدوامة”، وهذا اختتاما للعروض المقدمة خلال المهرجان الثقافي السادس للرقص العصري. وعرضت الفرقة على الحضور الجماهيري القوي على ركح بشطارزي، آخر أعمالها الفنية الموسوم ”الدوامة”، والذي يروي التعايش والحوار بين زوجين يحاولان إبراز احاسيس تختزل المحبة والود بينهما، ترجمتها الفرقة في حركات متناسقة ومتجانسة، كانت جد معبرة، حيث طرحت عدة أفكار ومناهج عن نمط الحياة البسيطة. كما حاولت تقديم صورة عن التوازن في المجتمع، لاسيما بين فردين متحابين يسموان إلى العيش سويا. واكتشف جمهور بشطارزي، من خلال العرض المقدم، رقصات جاءت مختلفة عن الرقص اللاتيني التقليدي، حيث تمكنت الفرقة من بعث رسائل عديدة، عبر رقصات خلقت علاقة بين الجسم والعقل والروح، وكشفت أسرار مخبأة بداخل الراقصين ”فيكتور امانويل غويز” و”كلوديا لفيستا”، على غرار مشاعر الخوف والضعف الموجودين بداخل الانسان، والذي مثلاه الراقصان من خلال الأداء الذي جاء في إلقاء أبيات شبيهة بالشعر، بالإضافة إلى كوريغرافيا جسدت فوق أرضية بشطارزي، والتي بحثت عن إجابات لأسئلة عديدة تكمن في اظهار الهوية والرغبات والمعتقدات والشكوك. كما حاولا الراقصان كشف العلاقة العميقة بين الذات والتأمل بعرض العديد من أشكال التعبير الجسدي. واقتصر الجانب التقني للعرض الكوريغرافي الموسوم ”الدوامة”، على الخفة في الإضاءة والتميز في إلقاء الألوان الدافئة التي زادت من جمالية العرض. كما رافقت العرض الراقص موسيقى هادئة خلت من الإيقاع القوي المعروف بأمريكا اللاتينية، واكتفت بأنغام آلات الكمنجة والڤيثارة والأكورديون، التي انسجمت معها حركات الراقصين اللاتينيين. للإشارة تصبو فرقة ”دلفوس” المكسيكية للرقص المعاصر، التابعة للمدرسة الاحترافية للرقص ”مزت لان”، أبرز واهم الفرق الراقصة اللاتينية بالمكسيك وأمريكا، إلى التتويج بجائزة فنية، خلال حفل اختتام المهرجان الثقافي السادس للرقص المعاصر، أمسية اليوم، ابتداء من الساعة السادسة بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي.