طالب مربو النحل بالعاصمة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بضرورة التدخل لترقية هذه الحرفة عن طريق تكثيف التعاونيات وتأسيس تنظيمات تفعّل النحالين، إلى جانب إعطاء الأفضلية لتسويق العسل المحلي، وتوفير دواء النحل بأسعار مناسبة ومدروسة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي بأسعار في متناول القدرة الشرائية. أكد محمد سحنون، رئيس الجمعية المحلية لمربيي النحل، ل”الفجر”، أن مهنة “النحالة” بدأت تتراجع في الجزائر رغم تمتع بلادنا بثروة نباتية غابية وتوفرها على مساحات واسعة من مختلف الأزهار. وأرجع محدثنا السبب إلى عدة عوامل اجتمعت كلها للعصف بهذه المهنة التي كانت توظف، حتى السنوات القليلة الماضية، آلاف النحالين، وأثرت سلبا على أسعار العسل المحلي في الأسواق، حيث لا يقل سعر الكيلوغرام الواحد عن 4500 دج، وقد لخص الصعوبات التي تواجه القطاع في 7 نقاط أساسية، بداية بافتقار غالبية مربي النحل بولاية الجزائر إلى أراض خاصة تسمح لهم بمزاولة نشاطهم، ما يجبرهم على كراء قطع أرضية عند الخواص بأثمان باهظة لا يتحملون مصاريفها، إلى جانب مشكل تخزين العسل الذي من المفترض أن يكون في درجة حرارة معتدلة لا تتجاوز ال20 درجة للحفاظ على فعاليته وجودته وقيمته الغذائية، إلا أن أكثر من 90 بالمائة من الناشطين في القطاع بالولاية لا يحترمون هذه القاعدة نظرا لقلة الموارد والإمكانيات نتيجة لانعدام الدعم من طرف الجهات الوصية. وطالب سحنون بضرورة تدخل وزارة الفلاحة والمديرية الولائية لإنقاذ النحالين من مصير الإفلاس الذي قد يواجهونه بسبب الأمراض القاتلة التي تتربص بخلايا النحل وفي مقدمتها مرض “الفاروا” الذي يتسبب في تدمير كامل للمناحل. كما أشار سحنون، وهو صاحب تعاونية لتربية النحل بالدكاكنة في الدويرة، إلى التقلبات الجوية التي تؤثر بدورها على إنتاج العسل خاصة خلال فصلي الشتاء والصيف، كون خلية النحل لا تحتمل درجات الحرارة المرتفعة كما لا تحتمل نسب الرطوبة العالية، وهو ما يقضي، حسبه، على نحو 30 بالمائة من خلايا النحل سنويا، إلى جانب استعمال المبيدات. ولفت محدثنا إلى مسألة مصانع الشمع، مؤكدا أن إقامة مثل هذه المصانع ببلادنا يعدّ مكسباً حقيقياً لكل من يريد ولوج عالم النحالة، ويعزو ذلك إلى كون الشمع الجيد يقدّم خدمات لفائدة النحالين الراغبين في تحويل الشمع المتوافر لديهم إلى صفائح شمعية قابلة للتصفيف في صناديق تربية النحل مقابل دفع ثمن التحويل فقط. وأضاف أنّ الشمع المستورد وإن كان سعره في متناول النحالين، إلاّ أنه لا يرقى من حيث مكوناته إلى مصاف الشمع الطبيعي المُنتج محلياً، والذي يستعمله النحالون المحترفون، لكون الشمع المستورد يحتوي على مواد بترولية كالبرافين والملونات والعطور الصناعية. وفي الأخير أعاب سحنون غياب تنظيم يدافع عن مصالح النحالين، ولجمعهم من أجل توسيع دائرة التشاور واقتراح الحلول لمختلف انشغالات مربي النحل، وكذا جعل الهيئة المذكورة وسيلة اتصال دائمة بين المعنيين، مشددا على أهمية التكوين لتحسين مردودية النحالين، وذلك عن طريق زيادة الحجم الساعي للتكوين، ولم لا إنشاء معهد خاص بتربية النحل، ما سيسمح للشباب بالحصول على شهادات معترف بها تعطيهم الحق في الدعم، دون الحاجة إلى شرط حيازتهم على عدد معين من صناديق النحل.