نصّب الإرهابي الليبي وسام بن حميد، نفسه على رأس المتحركين لتأسيس إمارة ”داعشية” في ولاية برقة الغنية بالنفط والثروات، معولا على حشد التأييد من إرهابيي سورياوالعراق المنحدرين من بلدان المغرب العربي، لكنه في المقابل اعترف بصعوبة تحركاتهم الآن، بسبب العمليات العسكرية للواء حفتر، مشيرا إلى أن الاعتماد على منطقة الجنوب الليبي لإنجاح مساعيهم ضروري. تناقلت أمس منتديات إلكترونية تروج للحركات الإرهابية، رسالة الإرهابي وسام بن حميد، أمر درع ليبيا، الذي ”نصح المسلحين في أنحاء الوطن العربي وإفريقيا، بالتوجه إلى ليبيا لقتال الكفار” وفق قوله، وكان يقصد قوات اللواء حفتر، وجاء ذلك على خلفية كلمة أبو بكر البغدادي، أمير ما يعرف ب”داعش”، الذي زعم تمدد التنظيم الإرهابي إلى ”بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر”. واختير إقليم برقة الواقع شرق ليبيا، ليكون ولاية ”أرض الخلافة” التي يرافع لها المتطرفون سواء من تنظيم القاعدة، أو الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتعكس مقترحات أوردها الإرهابي أبو رحيم الليبي، لمسلحين في المنطقة والشام، تكبدهم صعوبات جمة في الوصول إلى مرادهم بسبب الضربات العسكرية المتلاحقة على حواف طرابلس، وقال في هذا الصدد إن ”عدم وجود طريق آمنة يطرح تحديات كبيرة على جند الخلافة في ليبيا”، خصوصا مع ترصد قوات حفتر لهم، مركزا على ”التنسيق” بين إرهابيي الشام ونظرائهم من الدمويين في ليبيا وشمال إفريقيا. ويراهن أبو رحيم الليبي، على قياديين في العراق والشام، مؤهلين في التخطيط الحربي والتنظيم الاجتماعي، لإرسالهم إلى ليبيا، وكشف عن توفر السلاح بكثرة، لكنهم يحتاجون للأموال لشرائه مع بناء معسكرات تدريب لتوسع أرض الخلافة إلى غاية طرابلس، حسب قوله، استعدادا لتأمين الموارد النفطية والمائية، وذكر الإرهابي الليبي الذي يعد قياديا بارزا في الجماعة الليبية المقاتلة، منطقة الجنوب الصحراوي في البلاد التي تحاول أطراف دولية شن هجوم عسكري عليها لتطهيرها من المسلحين، واعتبرها ”المنفذ الجنوبي الصحراوي في ولاية فزان، الطريق الأفضل والأسهل لتحركاتهم، ففيها النفط ومياه الواحات” حسب قوله. وأشار أبو رحيم الليبي إلى إنشاء نقاط تمركز محددة على الطريق الصحراوي مهمتها عمليتي استلام وتسليم، وقال إن عدم وجود جنود عسكريين ليبيين في مناطق الحزام الصحراوي وإنشغالهم بالمناطق الشمالية ”فرصة لابد من استغلالها خصوصا أن الطريق الصحراوي يطل على كافة الأقطار مصر، تونس، الجزائر، النيجر، تشاد والسودان” حسب تعبير المصدر. ويمكن أن تكون مثل هذه الخطط الإرهابية الصادرة عن قيادي بارز في الجماعات الليبية المقاتلة ”ذريعة” لدى دول غربية منها إيطاليا وفرنسا للتدخل في ليبيا، ولم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، عن إمكانية القيام بعملية عسكرية في جنوب ليبيا لطرد المسلحين. وأوضح في مقابلة أجراها مع مجلة ”جون أفريك” أمس الأول، أنه ”يجب على الأسرة الدولية أن تتخذ مع الدول المعنية الإجراءات الضرورية”، دون استبعاد إمكانية القيام بتحركات عسكرية في جنوب ليبيا.