يمتهن البعض من أشباه المتسولين طريقة جديدة لكسب المال دون مد يدهم أو الجلوس على قارعة الطريق، حيث يتعمد البعض منهم ترك رقم حسابهم البريدي في بعض المواقع أوالجرائد، وإرفاقه بشهادات إعاقة لضمان صب النقود على السريع في حساباتهم دون عناء. تفشت ظاهرة التسول في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، حيث أصبحت سهلة لكسب المال دون جهد أو عناء، غير أن هناك من أضفى طابعا حديثا على هذه المهنة لاستمالة عطف وحنان الناس بدون ترك أثر ورائهم، وتفاديا للاحتكاك المباشر بالغير عن طريق ابتكار تسول مبطن عن طريق ترك حساب بريدي في بعض المواقع أو المكاتب أوالجرائد وإرفاقها بشهادات طبية تثبت إعاقة ما أو عجز. غير أن ما يفضح بعض المحتالين هو هيئتهم التي تدل على عكس ذلك في الكثير من الأحيان. غير أنه لا يجب التعميم دائما، فلجوء البعض إلى التسول لم يأتي من فراغ، وإنما هو نتاج جملة من الظروف التي دفعتهم إلى ذلك، وهو ما أكده لنا بعض المتسولين بأن الفقر المدقع وتدني مستوى المعيشة من دفعهم إلى القيام بهذا العمل. أغلب طلبات الإعانة من خارج الولايات ومن الملفت للانتباه هو أن أغلب طلبات الإعانات المقدمة أصحابها يقطنون خارج الولايات، حيث يتنقلون إلى وجهات مختلفة قاصدين إحدى المواقع أو المكاتب أوالأماكن العمومية بحثا عن الصدقة، وهو الأمر الذي تفطن إليه الكثيرون، غير أن لهذا العمل أو التصرف يدل على معنى واحد، ألا وهو تعمد هؤلاء التسول في منطقة لا يعرفه فيها أحد مع ضمان السرية التامة لنجاح العملية وتفادي الحرج الذي قد يقعون فيه في حالة التعرف عليهم من قبل أهل منطقتهم. وفي هذا الإطار كشف لنا محمد سائق حافلة أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتنقلون دائما إلى العاصمة بهدف التسول علما أنهم يقطنون في ولاية تيبازة. إيداع شهادات طبية والحرص على عدم ترك معلومات شخصية الشيء المحير في هذا الموضوع كله هو أن هؤلاء الأشخاص يتنقلون وبحوزتهم ملفات تحتوي على العديد من الوثائق والشهادات الطبية، كشهادة الإعاقة، ضعف البصر، عمليات جراحية وغيرها، وذلك بغية إثراء طلب الإعانات، مع التركيز على عدم الإفصاح أوالكشف عن هويتهم الشخصية كرقم الهاتف أو الاسم واللقب أو ترك أي رابط أو دليل حتى لو كان بسيطا تفاديا لأي حرج، حسب تقدير هؤلاء من أشباه المتسولين.