تطرق الدكتور إيحدادن، في محاضرة قدمها في الملتقى الأول للاحتفال بالذكرى ال 29 لرحيل أول رئيس للحكومة الجزائرية فرحات عباس، هذا البطل الدي ظل لسنوات يعاني التهميش والنسيان سواء قبل وفاته أو بعد رحيله سنة 1985.. مع نهاية الاسبوع بدار الثقافة عمر اوصديق، إلى كون الرجل كان ثوريا وطنيا فذا له بعد النظر رغم ما يعاب عليه من فكرة الإدماج التي لم يفهما الكثير، ليتحول بعده عباس إلى رجل وطني مجاهد أتعب المستعمر على كل الأصعدة. وقال ذات الدكتور أن عباس لم يكن اندماجيا بالمفهوم المتداول بل كان مطالبا بالمساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين الجزائريين والفرنسيين، مشيرا في مقاربة بينه وبين مصالي الحاج أن “هذا الأخير وكذا بن بلة الرئيس الراحل كانا يحبان نفسيهما أكثر رغم حبهما للوطن، إلا أن فرحات عباس كان يحب الشعب الجزائري أكثر من نفسه”. كما تطرق الباحث بغول الة قوة البيان الذي كتبه فرحات عباس في إحداث الوثبة الفكرية وشعور فرنسا بمدى خطورته. كما تطرق إلى مفهوم تصحيح فكر الاندماج عند عباس. أما وزير المجاهدين فقد أشاد بخصال المرحوم وأنه رجل ترك بصماته في مسيرة البلاد مند الاستعمار، وأنه رجل عملاق خدم الجزائر بإخلاص. كما عبر الأمين العام لمنظمة المجاهدين عن شجاعة الرجل وتفانيه في الدفاع عن القضية الوطنية. من جهة أخرى تناول بعض الاساتدة لومضات من حياة عباس فرحات مند مولده في 24/ 08/ 1899 ببلدية وجانة حاليا والشحنة سابقا قبل التعديل الإداري، حيث تلقى تعليمه الابتدائي بالطاهير ثم انتقل إلى سكيكدة في المرحلة المتوسطية، ثم ثانوية قسنطينة سنة 1916، قبل ان يتخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة عليا في الصيدلة. وقد أسس بعدها فرحات عباس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا سنة 1924، وصحيفة الوثاق الفرنسي الإسلامي، وأسس سنة 1938 حركة الوحدة الشعبية الجزائرية. وفي سنة 1942 حرر وثيقة بيان الشعب الجزائري، وبعد مرور سنتين أسس جمعية أحباب البيان والحرية التي تم حلها غداة أحداث 08 ماي 194، في الوقت الذي سجن فيه من قبل الإدارة الاستعمارية بسبب مواقفه. وبعد خروجه من السجن عام 1946 أسس فرحات عباس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، كما شغل منصب رئيس تحرير لسان حال اتحاد الجمهورية الجزائرية. في سنة 1956 أعلن فرحات عباس من القاهرة انضمامه الرسمي لجبهة التحرير الوطني واضعا كفاءته العالية في خدمة الثورة الجزائرية، ليزور العديد من بلدان العالم ليدافع عن قضية شعبه في تقرير مصيره وتولي عدة مناصب عليا في المجلس الوطني للثورة، قبل أن يعين أول رئيسا للحكومة الجزائرية المؤقتة في 19 سبتمبر سنة 1958 وبقي في هدا المنصب حتى شهر أوت 1961، وكلف من طرف القيادة بمهام ديبلوماسية بالمغرب الأقصى، كما شارك في المفاوضات لاستقلال الجزائر. عاد فرحات عباس في 30 جوان 1962 إلى أرض الوطن، وعين غداة الاستقلال أول رئيس للجمعية التاسيسية في سبتمبر 1962، وفي 01 نوفمبر 1984 تقلد وسام الأثير تكريما وعرفانا بما قدمه للجزائر له عدة مؤلفات، منها “الشعب الجزائري” نشره سنة 1931 و”ليل الاستعمار” نشره بالمغرب عشية الاستقلال، و”تشريح حرب” نشره سنة 1980، وهو عبارة عن مذكرات مجاهد في الثورة. وبتاريخ 24 /12/ 1985 توفي البطل بالعاصمة بعد مرض عضال ودفن بمقبرة العالية.. وقد تداول على المنصة الشاعران صالح سويعد وعلي بوملطة، اللذان أمتعا الحضور بقصائد تاريخية من الكلمات الملتهبة بالوطنية والصادقة، كما أمتعت الحضور أيضا فرقة جمعية الأمل الثقافية بعدة وصلات تاريخية وثورية، منها رائعة “الحمد لله مابقاش استعمار في بلادي”. في حين كانت المفاجأة عندما انقطع الكهرباء في الجزء الأول من النشيد الوطني، ما جعل الوالي في غضب شديد.. كما أشرفت مديرية الثقافة على توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات التي نظمتها المديرية بهذه المناسبة، وكذا تكريم عائلة الراحل عباس فرحات ممثلة في ابنه علي. من جهة أخرى أقر والي ولاية جيجل بدريسي أن هدا الملتقى سيرسم وسيكون تقليدا سنويا لإعطاء هذا الرجل حقه التاريخي لربط الجيل الجديد بتاريخه الحقيقي.