اختتمت أمس، بالعاصمة القطرية، الدوحة تشكيلة المنتخب الوطني مشاركتها في نهائيات كأس العالم لكرة اليد، بعد إجرائها اللقاء الترتيبي أمام منتخب التشيلي الذي خسره أمس الخضر ، والخاص بالمركزين الأخيرين في المونديال، لتسجل الجزائر أسوء مشاركة لها في كأس العالم، بعد عدة هزائم مذلة، كان أسوؤها الهزيمة القاسية أمام مصر، والهزيمة التاريخية أمام منتخب السعودية. وغاب الأداء عن أشبال المدرب رضا زغيلي، كما غابت النتائج، ليخسروا في جميع المباريات التي أجروها في الدور الأول من المونديال، بداية من الهزيمة المريرة أما مصر وانتهاء بالسقوط أمام الشيلي، ليتحول المنتخب بعدها للعب كأس الرئيس، وهي منافسة ترتيبية خاصة بالمنتخبات التي تقصى مبكرا، ليتجرع الخضر المزيد من الفضائح بعد السقوط المدوي أمام السعودية. وخسرت التشكيلة الوطنية في مرحلة المجموعات، أمام مصر (20-34)، إيسلاندا (24-32)، السويد (19-27 )، فرنسا (26-32) وجمهورية التشيك (20-36). قبل السقوط أمام السعودية أمس الأول (17-25). زغيلي: ”استقلت من المنتخب ومونديال قطر هو الأخير بالنسبة لي” وأكد المدرب رضا زغيلي، أن المونديال سيكون أخر حضور له مع المنتخب، حيث قدم استقالته الرسمية، مؤكدا أنه سيعمل على التركيز على مهمته مدربا لنادي المجمع البترولي، وهو يحمل ذكريات سعيدة مع المنتخب، أفضلها التتويج بكأس أمم إفريقيا 2014، في حين يبقى مونديال قطر، أسوء ذكرى في تاريخه التدريبي. واتهم زغيلي خلال ندوة صحفية نشطها بالدوحة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، سعيد بوعمرة، بإهمال المنتخب، بدليل عدم حضوره المونديال، فضلا عن عدم انشغاله بضمان احتياجات الخضر طيلة الأشهر الأخيرة. وأوضح رضا زغيلي، أنه لم يجد الدعم اللازم من الاتحادية، بدليل أن أطراف كانت لا ترغب في إشرافه على تدريب المنتخب، وحاولت جاهدة من أجل إفشاله كما أكد زغيلي أن بعض المسيرين في الاتحادية فرحوا كثيرا بهزائم التشكيلة الوطنية في المونديال. وأكد زغيلي أنه قرر الرحيل بعد لقاء تشيلي أمس، مؤكدا أنه عاش ظروف صعبة منذ فيفري الماضي، وهو من أشرف على تحضيرات أشباله للموعد المونديالي، مضيفا: ”عملت كل شيء للحفاظ على المنتخب، وأؤكد إني استقلت 3 مرات، وكانت العناصر الوطنية تطلب مني في كل مرة التراجع”. وأذرف المدرب الذي يعد أكثر المدربين الجزائريين نيلا للألقاب الدموع وهو يتحدث عن مشوار الخضر في المونديال، معتبرا أنه تحلى بالشجاعة من أجل قيادة العارضة الفنية للمنتخب، رغم أنه كان يريد الرحيل بعد كأس أمم افريقيا الأخيرة، إلا أن الاتحادية طلبت بقائه لغياب البديل، وضيق الوقت بين الكان وكأس العالم. جيل سيختفي بنهاية مونديال قطر تعتبر بطولة العالم لكرة اليد بقطر، بمثابة نهاية حقبة من لاعبي المنتخب الوطني والذين قرروا الرحيل نهائيا، والاعتزال الدولي، من أجل افساح المجال أمام جيل جديد من اللاعبين، ويتقدم الحارس عبد المالك سلاحجي قائمة المغادرين، بعد مشوار طويل مع التشكيلة الوطنية. سلاحجي أكد أن قرار الاعتزال لا علاقة له بالنتائج المخيبة للمنتخب في المونديال، معتبرا أنه جد متأسف للشعب الجزائر وعشاق اللعبة في الوطن، بعد أن قدم المنتخب مشاركة مخيبة على كافة المستويات. أطراف تدعو تهمي للتدخل خيبة قطر لا يجب أن تكون حدث عابر، بل يجب أن يكون درس يستفاد منه، من أجل علاج الأمراض الكثيرة التي تعاني منها الكرة الصغيرة في الجزائر، ويبدو أن الفوز بكأس أمم افريقيا لم يكن سوى لدر الرماد في العيون، ما دام أن مستوى الخضر المقدم بقطر لم يكن مستوى منتخب بطل قاري. وجاءت نتائج الأندية الجزائرية في المسابقات القارية، فضلا عن الانسحابات الكثيرة، لتؤكد حجم المشاكل التي تعاني منها كرة اليد الجزائرية، الأمر الذي دفع بالعديد من المختصين، وفي مقدمتهم وزير الرياضة السابق، محمد درواز إلى ضرورة معاقبة المتورطين عن فضيحة قطر. وزير الرياضة، محمد تهمي، يدرك جيدا ما يحدث، وهو الذي كان سابقا رئيس لاتحادية كرة اليد الجزائرية، لكنه لم يتخذ أي قرار حتى الآن، ويبدو أن تهمي ينتظر حصيلة وتقارير دقيقة قبل اتخاذ القرار المناسب، وقد وصف تهمي مشاركة الجزائر بالمونديال بالكارثية.