نشرت : الهدّاف الخميس 22 يناير 2015 09:21 أولا بعد المشاركة المخيبة في المونديال لحد الآن، وثانيا لنوعية المنافس الذي يعد من أبرز المرشحين للتتويج باللقب العالمي، وتكتسي هذه المواجهة أهمية كبيرة للمنتخب الفرنسي الذي لا يريد التأهل إلى الدور الثاني في المركز الثاني. بسبب المشاكل الكثيرة التي عاشها مع "الحضر" سلاحجي يعلن اعتزاله دوليا بعد مونديال قطر فجر حارس المنتخب الوطني لكرة اليد عبد المالك سلاحجي مفاجأة من العيار الثقيل مساء أمس في ندوة صحفية خصصت للإعلاميين الجزائريين بمقر إقامة "الخضر"، حيث أعلن بشكل مفاجئ أنه قرر الاعتزال دوليا وفسح المجال لحراس آخرين مع المنتخب الوطني في المستقبل رغم أن سنه لا يتجاوز 31 سنة، وهو ما فاجأ كل من كان حاضرا في القاعة لتغطية الندوة الصحفية، إذ قال: "أنا متواجد هنا لكشف أمور خطيرة، لأن قلبي امتلأ ولا أطيق الاحتمال أكثر، هنالك أمور كثيرة تحدث في بيت كرة اليد الجزائرية وهي أشياء لا تطاق، ولا تحفز أبدا على العمل".
"تحضيراتنا للمونديال لم تكن كافية ولا تليق ببطل إفريقيا" في سياق كلامه لوسائل الإعلام تطرق الحارس عبد المالك سلاحجي إلى موضوع التحضيرات التي قام بها المنتخب الوطني لمونديال الدوحة، حيث قال: "التحضيرات التي قمنا بها لم تكن كافية أبدا، ولا تليق بسمعة منتخب توج بلقب كأس إفريقيا بعد 18 سنة من الانتظار، لقد وعدونا بجلب منتخبات عالمية لمواجهتها وديا في الجزائر من أجل الاحتكاك بالمستوى العالي لكن ذلك لم يحدث للأسف، وحتى الدورات الودية التي أجريناها في البرازيل وسلوفينيا كانت مجانا وبفضل أشخاص معينين، فالاتحادية لم تكلف نفسها صرف أموال كبيرة لخدمة هذا المنتخب، نحن لا نتلقى حتى تحفيزات مالية قبل المباريات عكس ما يحدث في كرة القدم، ومع ذلك نلعب بكل قوانا وندافع عن الألوان الوطنية بكل قوة".
"قراري لا رجعة فيه، ونحن نتقاضى أجورا زهيدة" واصل حارس المنتخب الوطني لكرة اليد إفراغ ما في جعبته التي كانت ممتلئة عن آخرها، حيث أكد أن قرار الاعتزال نهائي ولا رجعة فيه، إذ قال: "قرار الاعتزال دوليا نهائي ولا رجعة فيه، وقد اتخذته عن قناعة لأن الأوضاع التي نعيشها غير مشجعة أبدا، والدليل أننا تنقلنا إلى قطر للمشاركة في المونديال بمنحة لا تتعدى 400 أورو، في حين أن منتخبات أخرى تتلقى 300 أورو يوميا، لكني مع ذلك فضلت المصلحة الوطنية، وتنقلت للمشاركة في المونديال رفقة المنتخب رغم معاناتي من الإصابة وحاولت قدر المستطاع، لكن كل هذه التضحيات لم تشفع لنا".
"الدورات الخارجية مفيدة وعشت بعيدا عن أولادي من أجل الوطن" في نهاية تصريحاته عرج سلاحجي على الانتقادات التي طالته رفقة قائد المنتخب مسعود بركوس بسبب مشاركتهما في دورة "سوبر غلوب" هنا في قطر ودورة آسيا، إذ قال: "شخصيا أعتقد أن مثل هذه الدورات مفيدة لنا على المستوى الرياضي وحتى على المستوى المالي، لأننا في النهاية مجرد أشخاص ولدينا عائلات نعيلها، ولو منعتني الاتحادية من المشاركة في هاتين الدورتين لما تنقلت للمشاركة في المونديال"، وأضاف: "المعسكرات الخارجية جعلتني أعيش بعيدا عن أولادي وعائلتي لكني كنت أذهب لتشريف وطني وتلبية لدعوة المنتخب، أما الآن فحان وقت الانسحاب".
مقراني يسير على دربه ويعلن اعتزاله بعد نهاية الدورة عبد المالك سلاحجي ليس الوحيد الذي سيرمي المنشفة بعد المونديال، فحتى اللاعب المغترب محمد مقراني أكد في تصريحات صحفية أنه يعتزم الاعتزال دوليا بعد المونديال، لكن ليس لنفس السبب الذي غادر على إثره حارس "الخضر" بل بسبب تقدمه في السن، إذ قال: "بعد المونديال سأعود إلى فريقي من جديد، أما بالنسبة للمنتخب فأعتقد أنها آخر مشاركاتي لأني تقدمت في السن، ويجب أن أترك الفرصة للاعبين شباب آخرين".
بن مني : "اعتزال سلاحجي خسارة حقيقية" تحسر حارس المنتخب الوطني الشاب عبد الله بن مني كثيرا بخبر اعتزال زميله عبد المالك سلاحجي الذي تربطه معه علاقة قوية، حيث صرح لنا عن الموضوع قائلا: "سلاحجي هو الحارس رقم واحد في الجزائر واعتزاله خسارة كبيرة لنا، فهو لا يزال شابا وأمامه الكثير، ونحن بدورنا زملاؤه المقربون سنعمل على إقناعه بالعدول عن هذا القرار، وإن أصر على ذلك فيجب أن نحترم قراره ونفكر في المستقبل من خلال تجهيز البدلاء".
بوخميس: "سنحاول إقناع سلاحجي بالعدول عن قرار الاعتزال" من جانبه اندهش لاعب المنتخب الوطني لكرة اليد طارق بوخميس إثر قرار زميله عبد المالك الانسحاب من المنتخب بعد المونديال، حيث اعتبر أنه ليس الوقت المناسب لرحيله عن المنتخب، فهو لاعب شاب وفي أوج عطائه، إذ قال: "سلاحجي حارس قوي وهو لا يزال في أوج عطائه، وقرار اعتزاله دوليا مفاجئ جدا"، وأضاف: "لقد اتفقنا أننا سنعمل كل ما في وسعنا لإقناعه بالعدول عن هذا القرار، لكنه سيظل صاحب الكلمة الأخيرة، مع أننا نأمل أن يتراجع عن هذا القرار".
الجماهير الجزائرية في الدوحة كانت تأمل في مشاركة أفضل أجمع كل الجزائريين الذين التقت بهم "الهداف الدولي" في الدوحة على أن مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد لحد الآن كانت مخيبة للآمال، وبأنهم كانوا ينتظرون وجها مشرفا بما أن رفقاء سلاحجي قدموا إلى المونديال وهم في ثوب بطل إفريقيا، واستفسر الكثير من أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة في قطر عن سر هذا التراجع الواضح في مستوى "الخضر"، عكس المنتخب المصري مثلا الذي ظهر بأعلى مستوياته مقارنة بكأس إفريقيا الماضية.
نظيرتها المصرية تفاجأت من مردود "الخضر" من جهتها الجماهير المصرية سألت كثيرا هي الأخرى عن أسباب تراجع آداء المنتخب الوطني الجزائري في مونديال الدوحة، رغم أنه عوّد الجميع على تأدية مباريات قوية في مثل هذه المناسبات، وأكد لنا عديد المصريين أن الجزائر كانت أضعف المنتخبات العربية، ليس بسبب النتائج فقط وإنما بسبب المردود الذي لم يكن مقنعا على الإطلاق حسبهم، وهو ذات التساؤل الذي طرحه علينا الكثير من الصحفيين المصريين الذين تفاجؤوا كثيرا من عدم ظهور "الخضر" بالوجه المنتظر.
استغل الفرصة الأولى التي أتيحت أمامه بن مني يعوض سلاحجي باقتدار وينال الثناء نال عبد الله بن مني ثناء الجميع بعد المردود الذي قدمه في مباراة السويد الماضية، إذ نجح حارس المجمع البترولي في تعويض زميله المصاب عبد المالك سلاحجي باقتدار، من خلال تصدياته الموفقة والتي جعلت "الخضر" يتفوقون في الشوط الثاني على عمالقة السويد، وتجدر الإشارة إلى أن بن مني كان خارج قائمة 16، قبل أن يتم الاستنجاد به بعد سحب رخصة سلاحجي مباشرة إثر إصابته والتأكد من عدم قدرته على مواصلة بقية المباريات.
هلال: "ما قدمه مني مشرف للغاية" أشاد هلال سمير مدرب حراس المرمى بالمستوى الذي ظهر به عبد الله بن مني في أول مبارياته بالمونديال، مؤكدا في تصريحاته ل "الهداف الدولي" أن هذا الحارس نجح في تعويض زميله سلاحجي وفي تعويض أيضا زميله الآخر بوسمال، وعن سبب تفضيل هذا الأخير على بن مني في قائمة 16 من قبل، أوضح هلال: "بوسمال تألق بشكل ملفت في المحطات التحضيرية التي سبقت المونديال، وهذا هو السبب وراء وضعه بديلا للحارس الأساسي، لكن هذا الأمر لا ينقص أبدا من إمكانات بن مني، الذي يبرهن عنها كلما احتاج المنتخب لخدماته".
زغيلي ألغى الحصة التدريبية وفضل بقاء اللاعبين في الفندق ألغى الناخب الوطني رضا زغيلي الحصة التدريبية التي كانت مقررة صبيحة أمس، وفضل البقاء رفقة أشباله في فندق "إنتر كونتينونتال"، أين عوضها بحصة فيديو مع اللاعبين لتحليل مباراة السويد الماضية ومعالجة الأخطاء المرتكبة، وهذا تحضيرا للموعد المرتقب أمام فرنسا لحساب الجولة المقبلة، وخلال تواجدنا بذات الفندق لمسنا أن رفقاء فيلاح تحرروا من الضغوطات التي أعقبت لقاء مصر في الجولة الأولى.
مقراني: "ستكون مباراة خاصة بالنسبة لي" قال محمد مقراني نجم المنتخب الوطني أن المباراة التي تنتظره رفقة زملائه أمام المنتخب الفرنسي ستكون صعبة للغاية وستكون بنكهة خاصة بالنسبة له، حيث أوضح: "أعرف معظم لاعبي فرنسا وهم لا يحتاجون لأي تقديم، المباراة صعبة للغاية ومع ذلك سنحاول الظهور بوجه مشرف"، ورفض مقراني دفن ما بني في المنتخب الحالي، حيث أضاف: "هناك شبان يستحقون المتابعة في المنتخب الجزائري وعلى الجميع الوقوف إلى جانبهم".
في ندوة صحفية نشطها أمام وسائل الإعلام الجزائرية زغيلي يعد بكشف المستور بعد نهاية المونديال عقد الناخب الوطني رضا زغيلي ندوة صحفية في قاعة المؤتمرات الخاصة بفندق "إنتر كونتينونتال" والتي كانت مخصصة فقط لوسائل الإعلام الجزائرية، دافع فيها أولا عن اتهامه بمنع الصحفيين من تغطية تدريبات المنتخب التي سبقت مباراة السويد الماضية، وأكد أنه دعم قرار اللاعبين بعدم الإدلاء بتصريحات قبل وبعد نهاية الحصة التدريبية حفاظا على التركيز، ثم رد على الانتقادات التي تطاله وتطال اللاعبين بعد الهزائم الثلاث في المونديال.
"تحملت الصمت طويلا وسأكشف الكثير من الأشياء" قال زغيلي أن مشاركة المنتخب المخيبة ليست نهاية العالم كما يريد تصويرها البعض، وربط كل ما حدث منذ بداية المونديال بأسباب كثيرة رفض الكشف عنها حاليا، وأوضح: "لو أردت التحدث لفعلت قبل 6 أشهر من الآن، لكن لم أفعل حفاظا على استقرار المنتخب، وسأكشف كثيرا من الأمور التي وقفت ضدنا لكن في الوقت المناسب"، وطالب الناخب الوطني في ذات الإطار بالواقعية في تحليل حصيلة "الخضر".
"لا تنتقدوا الأشخاص ورفضت عروضا مغرية من أجل الجزائر" واصل الناخب الوطني دفاعه عن نفسه، حيث واصل بالقول: "أتقبل الانتقادات كمدرب كما تقبلتها كلاعب، لكن الذي يحز في نفسي هو التهجم على شخصي" وأضاف زغيلي بالقول: "رفضت عروضا كثيرة من الخليج من أجل المنتخب، لو فضلت الأموال لكنت قبلت بعروض قطر ودبي" ورغم أنه جدد التأكيد على تحمله المسؤولية كاملة، لكنه قال أن المدرب عادة ما يكون كبش فداء.
"لم نصل إلى مستوى مصر وتونس ولا تحدثوني عن المستوى العالي" من جهة أخرى اعترف زغيلي أن الحديث عن مقارعة كبار المنتخبات العالمية أمر غير منطقي بتاتا، حيث أوضح: "نحن لم نصل بعد إلى مستوى مصر وتونس فما بالك بالمستوى العالمي"، مؤكدا أن الحلم بالوصول إلى مستويات كبيرة يمر حتما عبر التخطيط والعمل دون توقف، وأكد أن هذه العوامل غائبة تماما في الجزائر، وبالتالي فإن التتويج بكأس إفريقيا لا يمنح الحق للبعض من أجل المطالبة بمشوار كبير في منافسة بحجم كأس العالم.